+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: مسجد براثا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    في عراق الأئمة
    المشاركات
    1,658

    B16 مسجد براثا

    مسجد براثا


    2861/1 ـ الحارث الأعور وعمرو بن الحريث وأبو أيّوب، عن أمير المؤمنين (عليه السلام): أنّه لمّا رجع من وقعة الخوارج نزل عين السواد، فقال له راهب: لا ينزل هاهنا إلاّ وصيّ نبيّ يقاتل في سبيل الله، فقال علي (عليه السلام): فأنا سيّد الأوصياء وصيّ سيّد الأنبياء، قال: فإذا أنت أصلع قريش وصيّ محمّد، خذ علىّ الإسلام، إنّي وجدت في الانجيل نعتك وأنت تنزل مسجد براثا بيت مريم وأرض عيسى، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فاجلس يا حبّاب، قال: هذه دلالة اُخرى، ثمّ قال: فانزل يا حبّاب من هذه الصومعة وابن هذا الدير مسجداً، فبنى حباب الدير مسجداً ولحق بأمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الكوفة، فلم يزل بها مقيماً حتّى قُتل أمير المؤمنين (عليه السلام) فعاد حبّاب إلى مسجده ببراثا.

    وفي رواية أنّ الراهب قال: قرأت أنّه يصلّي في هذا الموضع ايليا وصيّ البارّ قليطا محمّد نبيّ الاُمّيين الخاتم لمن سبقه من أنبياء الله ورسله (في كلام كثير) فمن أدركه فليتّبع النور الذي جاء به، ألا وإنّه يغرس في آخر الأيّام بهذه البقعة شجرة لا تفسد ثمرتها.


    ____________

    1- من لا يحضره الفقيه 1: 233 ح702; روضة الواعظين، باب فضل المساجد: 338; وسائل الشيعة 3: 551; ثواب الأعمال: 30; البحار 84: 15; فلاح السائل: 91; المحاسن 1: 127 ح146; النهاية: 108.

    2- محاسن البرقي، باب الصلاة في المسجد الأعظم 1: 130 ح153; البحار 84: 15.


    --------------------------------------------------------------------------------
    الصفحة 350
    --------------------------------------------------------------------------------

    وفي رواية زاذان: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ومن أين شربك؟ قال: من دجلة، قال: ولِمَ لم تحفر عيناً تشرب منها؟ قال: قد حفرتها وخرجت مالحة، قال: فاحتفر الآن بئراً اُخرى، فاحتفر فخرج ماءها عذباً، فقال: يا حبّاب ليكن شربك من هاهنا، ولا يزال هذا المسجد معموراً فإذا خرّبوه وقطعوا نخله حلّت بهم، أو قال: بالناس داهية.

    وفي رواية محمّد بن القيس: فأتى أمير المؤمنين (عليه السلام) موضعاً من تلك الملبة فركلها برجله فانبجست عين خرّارة، فقال: هذه عين مريم، ثمّ قال (عليه السلام): فاحتفروا هاهنا سبعة عشراً ذراعاً، فاحتفروا فإذا صخرة بيضاء، فقال: هاهنا وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلّت هاهنا، فنصب أمير المؤمنين (عليه السلام) الصخرة وصلّى إليها وأقام هناك أربعة أيّام.

    وروي: أنّ أمير المؤمنين صاح فقال: يا بئر (بالعبراني) أقرب إليّ، فلمّا عبر إلى المسجد وكان فيه عوسج وشوك عظيم، فانتضى سيفه وكسح ذلك كلّه وقال: إنّ هاهنا قبر نبيّ من أنبياء الله، وأمر الشمس أن ارجعي، وكان معه ثلاثة عشر رجلا من أصحابه، فأقام القبلة بخطّ الاستواء وصلّى إليها(1).

    2862/2 ـ وتروى هذه الرواية في (البحار) من طريق آخر، فيها زيادات لم تُذكر في الرواية المتقدّمة وهذا نصّها:

    قال المجلسي (رحمه الله): وجدت بخطّ المحدّث الأخباري محمّد بن المشهدي باسناده، عن محمّد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد، عن مشايخه، عن سليمان الأعمش، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثني أنس بن مالك ـ وكان خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ، قال:



    ____________

    1- مناقب ابن شهر آشوب، باب إخباره (عليه السلام) بالغيب 2: 265.


    --------------------------------------------------------------------------------
    الصفحة 351
    --------------------------------------------------------------------------------

    لمّا رجع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) من قتال أهل النهروان نزل براثا، وكان بها راهب في قلايته، وكان اسمه الحبّاب، فلمّا سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلايته إلى الأرض فنظر إلى عسكر أمير المؤمنين (عليه السلام) فاستفظع ذلك ونزل مبادراً فقال: من هذا ومن رئيس هذا العسكر؟ فقيل له: هذا أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد رجع من قتل أهل النهروان، فجاء الحبّاب مبادراً يتخطّى الناس حتّى وقف على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين حقّاً حقّاً، فقال له (عليه السلام): وما علمك بأنّي أمير المؤمنين حقّاً حقّاً؟ فقال له: بذلك أخبرنا علماؤنا وأحبارنا، فقال له: يا حبّاب، فقال الراهب: وما علمك باسمي؟ فقال (عليه السلام): أعلمني بذلك حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال له حبّاب: مدّ يدك فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وأنّك عليّ بن أبي طالب وصيّه.

    فقال له أمير المؤمنين: وأين تأوي؟ فقال: أكون في قلاية لي هاهنا، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): بعد يومك هذا لا تسكن فيها ولكن ابن هاهنا مسجداً وسمّه باسم بانيه، فبناه رجل اسمه براثا، فسمّي المسجد ببراثا باسم الباني له، ثمّ قال (عليه السلام): ومن أين تشرب يا حبّاب؟ فقال: يا أمير المؤمنين من دجلة هاهنا، قال: فلِمَ لا تحفر هاهنا عيناً أو بئراً، فقال: يا أمير المؤمنين كلّما حفرنا بئراً وجدناها مالحة غير عذبة، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): احفر هاهنا بئراً، فحفر فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها، فقلعها أمير المؤمنين (عليه السلام) فانقلعت عن عين أحلى من الشهد وألذّ من الزبد.

    فقال له: يا حبّاب يكون شربك من هذه العين، أما إنّه يا حبّاب ستبنى إلى جنب مسجدك هذا مدينة وتكثر الجبابرة فيها وتعظم البلاء، حتّى أنّه ليركب فيها كلّ ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام، فإذا عظم بلاؤهم شدّوا على مسجدك بفطوة
    --------------------------------------------------------------------------------
    الصفحة 352
    --------------------------------------------------------------------------------

    ثمّ ـ وابنه بنين (بلبن) ثمّ وابنه لا يهدمه إلاّ كافر ثمّ بيتاً ـ فإذا فعلوا ذلك منعوا الحجّ ثلاث سنين، واحترقت خضرهم، وسلّط الله عليهم رجلا من أهل السفح لا يدخل بلداً إلاّ أهلكه وأهلك أهله، ثمّ ليعد عليهم مرّة اُخرى، ثمّ يأخذهم القحط والغلاء ثلاث سنين حتّى يبلغ بهم الجهد، ثمّ يعود عليهم.

    ثمّ يدخل البصرة فلا يدع فيها قائمة إلاّ سخطها، وأهلكها، وأسخط أهلها، وذلك إذا عمرت الخربة وبني فيها مسجد جامع، فعند ذلك يكون هلاك البصرة، ثمّ يدخل مدينة بناها الحجّاج يقال لها: واسط فيفعل مثل ذلك، ثمّ يتوجّه نحو بغداد فيدخلها عفواً، ثمّ يلتجئ الناس إلى الكوفة، ولا يكون بلداً من الكوفة يستوثق الأمر له، ثمّ يخرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري لينبشه فيتلقّاهما السفياني فيهزمهما ثمّ يقتلهما ويوجّه جيشاً نحو الكوفة فيستعبد بعض أهلها، ويجيء رجل من أهل الكوفة فيلجئهم إلى سور فمن لجأ إليها أمن، ويدخل جيش السفياني إلى الكوفة فلا يدعون أحداً إلاّ قتلوه، وإنّ الرجل منهم ليمرّ بالدرّة المطروحة العظيمة فلا يتعرّض لها، ويرى الصبيّ الصغير فيلحقه فيقتله، فعند ذلك يا حبّاب يتوقّع بعدها، هيهات هيهات واُمور عظام وفتن كقطع الليل المظلم، فاحفظ عنّي ما أقول لك يا حبّاب.




    بيـان:


    قال الفيروزآبادي: القلى رؤوس الجبال، والفطو السوق الشديد. قال المجلسي(رحمه الله): اعلم أنّ النسخة كانت سقيمة فأوردت الخبر كما وجدته(1).





    2863/3 ـ عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنّه قال: صلّى بنا علي (عليه السلام) ببراثا بعد رجوعه من صفين، فقال: الشراة ونحن زهاء مائة ألف رجل، فنزل نصراني من صومعته، فقال: من عميد هذا الجيش؟ فقلنا: هذا، فأقبل إليه فسلّم عليه فقال: يا


    ____________

    1- البحار 52: 218.


    --------------------------------------------------------------------------------
    الصفحة 353
    --------------------------------------------------------------------------------

    سيّدي أنت نبيّ؟ فقال: لا النبي سيّدي قد مات، قال: فأنت وصيّ نبي؟ قال: نعم، ثمّ قال: اجلس كيف سألت عن هذا؟ قال: أنا بنيت هذه الصومعة من أجل هذا الموضع ـ وهو براثا ـ وقرأت في الكتب المنزلة أنّه لا يصلّي في هذا الموضع بهذا الجمع إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ، وقد جئت أسلم، فأسلم وخرج معنا إلى الكوفة، فقال له علي (عليه السلام): فمن صلّى هاهنا؟ قال: صلّى عيسى بن مريم (عليه السلام) واُمّه، فقال له علي (عليه السلام): فاُخبرك من صلّى هاهنا؟ قال: نعم، قال: الخليل (عليه السلام)(1).

    ورواه الشيخ باسناده عن جابر بن عبد الله.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    في عراق الأئمة
    المشاركات
    1,658

    افتراضي

    مروركم اسعدني اخي الكريم


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    بلاد الحسين عليه السلام
    المشاركات
    793

    افتراضي


    أشهد ان علياً ولي الله
    طرحكِ فاق الوصف ..جمالاً
    بحق رااق لي طرحكِ النورراني الرائع
    فذائقتكِ فريده (كانت )
    مودتي لكِ بعبق الجوري



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    51

    افتراضي

    احسنتم وبارك الله فيكم ويارب التوفيق المستمر

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    في عراق الأئمة
    المشاركات
    1,658

    افتراضي

    مروركم اسعدني


+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك