+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: معنى حروف الأذان والاقامة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    في عراق الأئمة
    المشاركات
    1,658

    B16 معنى حروف الأذان والاقامة

    معنى حروف الأذان والاقامة


    2188/1 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه سأل النبي (صلى الله عليه وآله) عن تفسير الأذان، فقال (صلى الله عليه وآله): يا علي الأذان حجّة على اُمّتي، وتفسيره:

    إذا قال المؤذّن: الله أكبر الله أكبر، فإنّه يقول: اللّهمّ أنت الشاهد على ما أقول، يا اُمّة محمّد قد حضرت الصلاة فتهيّئوا ودعوا عنكم شغل الدنيا.

    وإذا قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، فإنّه يقول: يا اُمّة محمّد أشهد الله وأشهد ملائكته أنّي أخبرتكم بوقت الصلاة، فتفرّغوا لها.

    وإذا قال: أشهد أنّ محمّداً رسول الله، فإنّه يقول: يعلم الله وتعلم ملائكته أنّي قد أخبرتكم بوقت الصلاة، فتفرّغوا لها فإنّها خير لكم.

    وإذا قال: حيّ على الصلاة، فإنّه يقول: يا اُمّة محمّد دين قد أظهره الله لكم ورسوله فلا تضيّعوه، ولكن تعاهدوا يغفر الله لكم، تفرّغوا لصلاتكم فإنّها عماد دينكم.

    وإذا قال: حيّ على الفلاح، فإنّه يقول: يا اُمّة محمّد قد فتح الله عليكم أبواب الرحمة، فقوموا وخذوا نصيبكم من الرحمة تربحوا الدنيا والآخرة.

    وإذا قال: الله اكبر الله اكبر (حيّ على خير العمل)، فإنّه يقول: ترحّموا على أنفسكم فإنّه لا أعلم لكم عملا أفضل من هذه، فتفرّغوا لصلاتكم قبل الندامة.

    وإذا قال: لا إله إلاّ الله، فإنّه يقول: يا اُمّة محمّد اعلموا أنّي جعلت أمانة سبع سماوات وسبع أرضين في أعناقكم، فإن شئتم فافعلوا وإن شئتم فادبروا، فمن أجابني فقد ربح ومن لم يجبني فلا يضرّني.

    ثمّ قال: يا علي الأذان نور، فمن أجاب نجا، ومن عجز خسف (حنف)، وكنت له خصماً بين يدي الله تعالى، ومن كنت له خصماً فما أسوء حاله، وقال (صلى الله عليه وآله): إجابة
    --------------------------------------------------------------------------------
    الصفحة 155
    --------------------------------------------------------------------------------

    المؤذّن كفّارة الذّنوب(1).

    2189/2 ـ عن أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن المروزي الحاكم المقري، قال: حدّثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقري الجرجاني، قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن الموصلي ببغداد، قال: حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفي، قال: حدّثنا أبو زيد عبّاس بن يزيد بن الحسن الجمّال مولى زيد بن علي، قال: أخبرني (أبي) يزيد بن الحسن، قال: حدّثني موسى بن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كنّا جلوساً في المسجد إذ صعد المؤذّن المنارة، فقال: الله أكبر الله أكبر، فبكى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وبكينا لبكائه، فلمّا فرغ المؤذّن قال: أتدرون ما يقول المؤذّن؟ قلنا: الله ورسوله ووصيّه أعلم، قال: لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً! فلقوله: الله أكبر معان كثيرة:

    منها انّ قول المؤذّن: الله أكبر، يقع على قِدمه وأزليّته وأبديّته وعلمه وقوّته وقدرته وحلمه وكرمه وجوده وعطائه وكبريائه، فإذا قال المؤذّن: الله أكبر، فإنّه يقول: الله الذي له الخلق والأمر، وبمشيّته كان الخلق، ومنه كلّ شيء للخلق وإليه يرجع الخلق، وهو الأوّل قبل كلّ شيء لم يزل، والآخر بعد كلّ شيء لا يزال، والظاهر فوق كلّ شيء لا يدرك، والباطن دون كلّ شيء لا يحدّ، وهو الباقي وكلّ شيء دونه فان.

    والمعنى الثاني: الله أكبر، أي العليم الخبير عليهم بما كان ويكون قبل أن يكون.

    والثالث: الله أكبر، أي القادر على كلّ شيء يقدر على ما يشاء، القويّ لقدرته، المقتدر على خلقه، القويّ لذاته، قدرته قائمة على الأشياء كلّها، إذا قضى أمراً فإنّما يقول له كن فيكون.


    ____________

    1- جامع الأخبار، باب الأذان: 171 ح405; مستدرك الوسائل 4: 55 ح4169; البحار 84: 153.


    --------------------------------------------------------------------------------
    الصفحة 156
    --------------------------------------------------------------------------------

    والرابع: الله أكبر، على معنى حلمه وكرمه، يحلم كأنّه لا يعلم، ويصفح كأنّه لا يرى، ويستر كأنّه لا يُعصى، لا يعجّل العقوبة كرماً وصفحاً وحلماً.

    والوجه الآخر في معنى الله أكبر، أي الجواد جزيل العطاء، كريم الفعال.

    والوجه الآخر: الله أكبر، فيه نفي صفته وكيفيّته، كأنّه يقول: الله أجلّ من أن يدرك الواصفون قدر صفته الذي هو موصوف به، وإنّما يصفه الواصفون على قدرهم لا على قدر عظمته وجلاله، تعالى الله أن يدرك الواصفون صفته علوّاً كبيراً.

    والوجه الآخر: الله أكبر، كأنّه يقول: الله أعلى وأجل، وهو الغنيّ عن عباده، لا حاجة به إلى أعمال خلقه.

    وأمّا قوله: أشهد أن لا إله إلاّ الله، فإعلام بأنّ الشهادة لا تجوز إلاّ بمعرفته من القلب، كأنّه يقول: أعلم أنّ لا معبود إلاّ الله عزّ وجلّ، وأنّ كلّ معبود باطل سوى الله عزّ وجلّ، وأقرّ بلساني بما في قلبي من العلم بأنّه لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّه لا ملجأ من الله إلاّ إليه، ولا منجا من شرّ كلّ ذي شرّ وفتنة كلّ ذي فتنة إلاّ بالله.

    وفي المرّة الثانية: أشهد أن لا إله إلاّ الله: معناه أشهد أن لا هادي إلاّ الله ولا دليل لي إلى الدين إلاّ الله، وأشهد الله بأنّي أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ سكّان السماوات والأرضين وما فيهنّ من الملائكة والناس أجمعين وما فيهنّ من الجبال والأشجار والدواب والوحوش وكلّ رطب ويابس، بأنّي أشهد أن لا خالق إلاّ الله ولا رازق ولا معبود ولا ضارّ ولا نافع ولا قابض ولا باسط ولا معطي، ولا مانع ولا ناصح ولا كافي ولا شافي ولا مقدّم ولا مؤخّر إلاّ الله، له الخلق والأمر وبيده الخير كلّه، تبارك الله ربّ العالمين.

    وأمّا قوله: أشهد أنّ محمّداً رسول الله، يقول: اُشهد الله أنّه لا إله إلاّ الله، وأنّ
    --------------------------------------------------------------------------------
    الصفحة 157
    --------------------------------------------------------------------------------

    محمّداً عبده ورسوله ونبيّه وصفيّه ونجيّه، أرسله إلى كافة الناس أجمعين، بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون، واُشهد من في السماوات والأرض من النبيّين والمرسلين والملائكة والناس أجمعين، أنّ محمّداً سيّد الأوّلين والآخرين.

    وفي المرّة الثانية: أشهد أنّ محمّداً رسول الله، يقول: أشهد أن لا حاجة لأحد (إلى أحد) إلاّ إلى الله الواحد القهّار، الغنيّ عن عباده والخلائق أجمعين، وأنّه أرسل محمّداً إلى الناس بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله باذنه وسراجاً منيراً، فمن أنكره وجحده ولم يؤمن به أدخله الله عزّ وجلّ نار جهنّم خالداً مخلّداً لا ينفكّ عنها أبداً.

    وأما قوله: حيّ على الصلاة، أي هلمّوا إلى خير أعمالكم، ودعوة ربّكم، وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم واطفاء ناركم التي أوقدتموها، وفكاك رقابكم التي رهنتموها، ليكفّر الله عنكم سيّئاتكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ويبدّل سيّئاتكم حسنات، فإنّه ملك كريم، ذو الفضل العظيم، وقد أذن لنا معاشر المسلمين بالدخول في خدمته والتقدّم إلى بين يديه.

    وفي المرّة الثانية: حيّ على الصلاة، أي قوموا إلى مناجاة الله ربّكم، وعرض حاجاتكم على ربّكم، وتوسّلوا إليه بكلامه، وتشفّعوا به وأكثروا من الذكر والقنوت والركوع والسجود والخضوع والخشوع، وارفعوا إليه حوائجكم فقد أذن لنا في ذلك.

    وأمّا قوله: حيّ على الفلاح، فإنّه يقول: أقبلوا إلى بقاء لا فناء معه، ونجاة لا هلاك معها، وتعالوا إلى حياة لا موت معها، وإلى نعيم لا نفاد له، وإلى ملك لا زوال عنه، وإلى سرور لا حزن معه، وإلى اُنس لا وحشة معه، وإلى نور لا ظلمة معه، وإلى سعة لا ضيق معها، وإلى بهجة لا انقطاع لها، وإلى غنىً لا فاقة معه، وإلى صحة
    --------------------------------------------------------------------------------
    الصفحة 158
    --------------------------------------------------------------------------------

    لا سقم معها، وإلى عزّ لا ذلّ معه، وإلى قوّة لا ضعف معها، وإلى كرامة يا لها من كرامة، واعجلوا إلى سرور الدنيا والعُقبى ونجاة الآخرة الأولى.

    وفي المرّة الثانية: حيّ على الفلاح، فإنّه يقول: سابقوا إلى دعوتكم إليه، وإلى جزيل الكرامة، وعظيم المنّة، وسَنِيِّ النعمة والفوز العظيم ونعيم الأبد، في جوار محمّد (صلى الله عليه وآله) في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

    وأمّا قول: الله أكبر، فإنّه يقول: الله أعلى وأجلّ من أن يعلم أحد من خلقه ما عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه، وأطاع أمره وعَبدهُ وعرف وعيده واشتغل به وبذكره، وأحبّه وآمن به وامطأنّ إليه ووثق به، وخافه ورجاه، واشتاق إليه ووافقه في حكمه وقضائه ورضي به.

    وفي المرّة الثانية: الله أكبر، فإنّه يقول: الله أكبر وأعلى وأجلّ من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لأوليائه وعقوبته لأعدائه ومبلغ عفوه وغفرانه، ونعمته لمن أجابه وأجاب رسوله، ومبلغ عذابه ونكاله وهوانه لمن أنكره وجحده.

    وأمّا قوله: لا إله إلاّ الله، معناه لله الحجّة البالغة عليهم بالرسول والرسالة، والبيان والدعوة، وهو أجلّ من أن يكون لأحد منهم عليه حجّة، فمن أجابه فله النور والكرامة، ومن أنكره فإنّ الله غنيّ عن العالمين وهو أسرع الحاسبين.

    ومعنى قد قامت الصلاة في الاقامة: أي حان وقت الزيارة والمناجاة، وقضاء الحوائج ودرك المنى والوصول إلى لله عزّ وجلّ وإلى كرامته وعفوه ورضوانه وغفرانه(1).




    بيـان:


    قال الصدوق: إنّما ترك الراوي لهذا الحديث ذكر "حيّ على خير العمل" للتقية.







    ____________

    1- معاني الأخبار: 38; توحيد الصدوق، باب تفسير حروف الأذان والاقامة: 238; مستدرك الوسائل 4: 65 ح4187; البحار 84: 131; فلاح السائل: 144.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    البصره
    المشاركات
    2,300

    افتراضي

    جزاك الله خير الجزاء
    تقبل مروري
    موضوع مميز
    طرح راقي


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    في عراق الأئمة
    المشاركات
    1,658

    افتراضي

    مروركم أسعدني


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    1,893

    افتراضي

    اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
    بارك الله بيكم


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    1,893

    افتراضي

    اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
    بارك الله بيكم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    في عراق الأئمة
    المشاركات
    1,658

    افتراضي

    مروركم اسعدني


+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك