+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: احتجاج أمير المؤمنين علي عليه السلام :

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    في عراق الأئمة
    المشاركات
    1,658

    B16 احتجاج أمير المؤمنين علي عليه السلام :

    احتجاج أمير المؤمنين علي عليه السلام :

    روى الحسن بن سليمان الحلي بالاسناد عن الاَصبغ بن نباتة ، قال : إنّ عبدالله بن الكواء اليشكري قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين ، إنَّ أبا المعتمر تكلّم آنفاً بكلام لا يحتمله قلبي .
    فقال عليه السلام : « وما ذاك ؟
    قال : يزعم أنك حدّثته أنّك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إنّا قد رأينا أو سمعنا برجل أكبر سناً من أبيه ؟
    فقال أمير المؤمنين عليه السلام : فهذا الذي كبر عليك ؟
    قال : نعم ، فهل تؤمن أنت بهذا وتعرفه ؟
    فقال عليه السلام : نعم ، ويلك يا ابن الكواء ، إفقه عني أُخبرك عن ذلك ، إنّ عزيراً خرج من أهله وامرأته في شهرها ، وله يومئذٍ خمسون سنة ، فلمّا ابتلاه الله عزَّ وجلَّ بذنبه أماته مائة عام ثم بعثه ، فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة ، فاستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة ، وردَّ الله عزيراً في السنَّ الذي كان به .
    فقال : أسألك ما نريد ؟
    فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : سل عمّا بدا لك .
    فقال : نعم ، إنَّ أُناساً من أصحابك يزعمون أنّهم يردّون بعد الموت .


    ____________
    (1) بحار الاَنوار 53 : 124 .

    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 81 )
    فقال أمير المؤمنين عليه السلام : نعم ، تكلم بما سمعت ولا تزد في الكلام ، فما قلت لهم ؟
    قال : قلت : لا أُؤمن بشيء ممّا قلتم .
    فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك إنَّ الله عزَّ وجلَّ ابتلى قوماً بما كان من ذنوبهم ، فأماتهم قبل آجالهم التي سمّيت لهم ثم ردَّهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ، ثمّ أماتهم بعد ذلك .
    قال : فكبر على ابن الكواء ولم يهتد له ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك تعلم أنّ الله عزَّ وجلَّ قال في كتابه : ( واختارَ موسى قومَهُ سَبعِينَ رجُلاً لِميقَاتِنَا ) (1) فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملاَ من بني إسرائيل إنَّ ربي قد كلمني ، فلو أنهم سلّموا ذلك له ، وصدّقوا به ، لكان خيراً لهم ، ولكنهم قالوا لموسى عليه السلام : ( لن نُؤمِنَ لكَ حتى نرى الله جهرةً ) قال الله عزَّ وجلَّ ( فاخذتكُم الصَّاعِقَةُ ) يعني الموت ( وأنتم تنظُرون * ثُمَّ بعثناكُم من بعدِ موتكم لعَلكم تشكُرونَ ) (2).
    أفترى يا ابن الكواء أنَّ هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم بعدما ماتوا ؟
    فقال ابن الكواء : وما ذاك ، ثمَّ أماتهم مكانهم ؟
    فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك ، أوليس قد أخبرك الله في كتابه حيث يقول : ( وظَللنَا عليكُمُ الغَمامَ وأنزَلنا عليكُمُ المنَّ والسَّلوى ) (3) فهذا بعد
    ____________
    (1) سورة الاعراف 7 : 155 .
    (2) سورة البقرة 2 : 55 ـ 56 .
    (3) سورة البقرة 2 : 57 .

    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 82 )
    الموت إذ بعثهم ، وأيضاً مثلهم يابن الكواء الملاَ من بني إسرائيل حيثُ يقول الله عزَّ وجل : ( ألم ترَ إلى الَّذينَ خرجُوا مِن دِيارِهِم وهُم ألوفٌ حذَرَ الموتِ فقالَ لهُم اللهُ موتُوا ثُمَّ أحياهُم ) (1).
    وقوله أيضاً في عزير حيثُ أخبر الله عزَّ وجلَّ فقال : ( أو كالَّذي مَرَّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشها قالَ أنى يُحيي هذهِ اللهُ بعدَ موتِها فأماتَهُ اللهُ ) وأخذه بذلك الذنب ( مائةَ عامٍ ثُمَّ بَعثَهُ ) وردّه إلى الدنيا ( قالَ كم لَبثتَ قالَ لبثتُ يوماً أو بعضَ يومٍ قالَ بل لبثتَ مائةَ عامٍ ) (2) فلا تشكنَّ يا ابن الكواء في قدرة الله عزَّ وجل » (3).

    2 ـ احتجاج الشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان : (4)
    ذكر الشيخ ابن شاذان قدس سره في احتجاجه على هذه المسألة روايات عديدة في إحياء الموتى مروية بطرق العامّة ، وقد ذكرنا بعضاً منها مراعاة للاختصار :

    قال في ذكر الرجعة من كتاب (الايضاح) :
    ورأيناكم عبتم عليهم ـ أي على الاِمامية ـ شيئاً تروونه من وجوه كثيرة
    ____________

    (1) سورة البقرة 2 : 243 .
    (2) سورة البقرة 2 : 259 .
    (3) مختصر بصائر الدرجات ، للحسن بن سليمان : 22 . وبحار الاَنوار 53 : 72 | 72 . والايقاظ من الهجعة : 185 | 42 . والرجعة ، للاسترآبادي : 49 | 23 .
    (4) وهو أبو محمد الفضل بن شاذان الاَزدي النيسابوري ، روى عن أبي جعفر الثاني والهادي والعسكري عليهم السلام ، وقيل : روى عن الاِمام الرضا عليه السلام ، وكان ثقة جليلاً ، وفقيهاً ومتكلماً ، ذُكر أنّه صنّف 180 كتاباً ، وترحّم عليه الاِمام أبو محمد العسكري عليه السلام مرتين وقيل : ثلاثاً ، وتوفي سنة 260 هـ . رجال النجاشي : 306 | 840 . والخلاصة : 132 | 2 .

    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 83 )
    عن علمائكم وتؤمنون به وتصدّقونه ، ونحن مفسّرون ذلك لكم من أحاديثكم بما لا يمكنكم دفعه ولا جحوده .
    من ذلك ما رويتم عن إبراهيم بن موسى الفرّاء ، عن ابن المبارك ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، قال : جاء يزيد بن النّعمان بن بشير إلى حلقة القاسم بن عبدالرّحمن بكتاب أبيه النعمان بن بشير إلى أُم عبدالله بنت أبي هاشم ـ يعني إلى أُمه ـ بسم الله الرحمن الرحيم ، من النعمان بن بشير إلى أُم عبدالله بنت أبي هاشم ، سلامٌ عليكم ، فإنّي أحمد إليك الله الذي لاإله إلاّ هو .
    أما بعد ، فإنّي كتبت إليك بشأن زيد بن خارجة ، وأنّه كان من أمره أنّه أخذه وجعٌ في كتفه ، وهو يومئذٍ من أصحّ أهل المدينة حالاً في نفسه فمات ، فأتاني آتٍ وأنا أُسبّح بعد الغروب فقال لي : إنَّ زيداً تكلّم بعد وفاته .
    ورويتم عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبدالملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، قال : كنّا أربع إخوة ، وكان الرّبيع أخونا أصومنا في اليوم الحار ، وأطولنا صلاة ، فخرجت فقيل لي : إنّه قد مات ، فاسترجعت، ثمَّ رجعت حتى دخلت عليه فإذا هو مسجّى عليه ، وإذا أهله عنده ، وهم يذكرون الحنوط ، فجلست فما أدري أجلوسي كان أسرع أم كشف الثوب عن وجهه ، ثمّ قال : السلام عليك ، فأخذني ما تقدّم وما تأخّر من الذّعر ، ثمَّ قلت : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، أبعد الموت ؟! قال : نعم ، إنّي لقيت ربي بعدكم فتلقاني بروحٍ وريحانٍ وربّ غير غضبان ، فكساني ثياب السندس والاِستبرق ، وإنَّ الاَمر أيسر ممّا في أنفسكم ولا تغترّوا ، وإنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقسم عليّ أن لا يسبقني حتى أُدركه ، فاحملوني إلى
    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 84 )
    رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
    فما شبّهت موته إلاّ بحصاةٍ رمى بها في ماءٍ ، ثم ذكرت ذلك لعائشة ، فقالت : ما سمعت بمثل حديث صاحبكم في هذه الاُمّة ، ولقد صدقكم .
    وروى عدّة روايات عن إحياء الموتى بطرق العامّة ، إلى أن قال :
    فهذه رواياتكم وروايات فقهائكم في الرجعة بعد الموت ، وأنتم تنحلون الشيعة ذلك جرأةً على الله وقلّة رعةٍ وقلّة حياءٍ لا تبالون ما قلتم.
    وروى علي ابن أُخت يعلى الطنافسي ومحمّد بن الحسين بن المختار كلاهما عن محمد بن الفضيل ، عن إسماعيل ابن أبي خالد ، عن فراس ، عن الشعبي ، قال : أُغمي على رجل من جهينة في بدء الاِسلام ، كان اسمه المفضّل ، فبينا نحن كذلك عنده وقد حفر له ، إذ مرَّ بهم رجلٌ يقال له المفضّل ، فأفاق الرجل ، فكشف عن وجهه ، وقال : هل مرَّ بكم المفضّل ؟ قالوا : نعم ، مرَّ بنا الساعة ، فقال : ويحكم كاد أن يغلط بي ، أتاني حين رأيتموني أُغمي عليَّ آت ، فقال : لاُمّك الهبل ، أما ترى حفرتك تُنثل ، وقد كادت أُمّك أن تثكل ، أرأيت أن حوّلناها عنك بمحوّل، وجعلنا في حفرتك المفضّل ، الذي مشى فاجتذل ، إنّه لم يؤدّ ولم يفعل ، ثمَّ ملاَنا عليه الجندل ، أتشكر لربك وتصلّ ، وتدع سبيل من أشرك وأضلَّ ؟
    قال : قلت : أجل، قال : فأطلق عني ، فعاش هو ، ودفن المفضل مكانه .
    فلم ترضوا بالرجعة حتى نسبتم ملك الموت إلى الغلط جرأةً منكم ، ثم لم ترضوا أن تحيوا الموتى من الناس برواياتكم حتى أحييتم البهائم من الحمر وغير ذلك .


    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 85 )
    من ذلك ما رواه عدّة من فقهائكم منهم محمد بن عبيد الطنافسي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر الشعبي : أنَّ قوماً أقبلوا من الدّفينة متطوّعين ـ أو قال : مجاهدين ـ فنفق حمار رجل منهم ، فسألوه أن ينطلق معهم ولا يتخلّف ، فأبى فقام فتوضأ ثمَّ صلى ، ثم قال : اللهم إنك تعلم أني قد أقبلت من الدّفينة مجاهداً في سبيلك ابتغاء مرضاتك ، وإني أسألك أن لا تجعل لاَحدٍ عليَّ منّة ، وأن تبعث لي حماري ؛ ثمَّ قام فضربه برجله ، فقام الحمار ينفض أُذنيه ، فأسرجه وألجمه ، ثمَّ ركب حتى لحق أصحابه ، فقالوا له : ما شأنك ؟ قال : شأني أنّ الله بعث لي حماري .
    قال محمد بن عبيد : قال إسماعيل بن أبي خالد : قال الشعبي : فأنا رأيت حماره بيع بالكناسة .
    فهذا من عجائبكم ورواياتكم ، ولسنا ننكر لله قدرة أن يحيي الموتى ، ولكنّا نعجب أنكم إذا بلغكم عن الشيعة قولٌ عظّمتموه وشنّعتموه ، وأنتم تقولون بأكثر منه ، والشيعة لا تروي حديثاً واحداً عن آل محمد عليهم السلام أنّ ميّتاً رجع إلى الدنيا كما تروون أنتم عن علمائكم ، إنّما يروون عن آل محمد أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لاُمّته : « أنتم أشبه شيء ببني إسرائيل ، والله ليكونن فيكم ما كان فيهم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه » .
    وهذه الرواية أنتم تروونها أيضاً ، وقد علمتم أنّ بني إسرائيل قد كان فيهم من عاش بعد الموت ، ورجعوا إلى الدنيا ، فأكلوا وشربوا ونكحوا النساء ، وولد لهم الاَولاد ، ولا ننكر لله قدرة أن يحيي الموتى ، فإن شاء أن يردّ من مات من هذه الاُمّة كما ردّ بني إسرائيل فعل ، وإن شاء لم يفعل .


    --------------------------------------------------------------------------------

    ( 86 )
    فهذا قول الشيعة ، وأنتم تروون أن قوماً قد رجعوا بعد الموت ثمَّ ماتوا بعد ، ثم تنكرون أمراً أنتم تروونه وتقولون به ظلماً وبهتاناً (1).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    في العراق ويكفيني انا عراقي
    المشاركات
    11,304

    افتراضي

    اللهم صلي على محمد وال محمد
    وعجل فرجهم والعن عدوهم يا كريم
    بارك الله فيك
    موضوع مميز
    ارسل الله لك السعاده


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    في عراق الأئمة
    المشاركات
    1,658

    افتراضي

    مرورك اسعدني اخي الكريم


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    2

    افتراضي

    تسلم يا عازف الكيبورد يا بطل
    وصح السانك يا ابو غدير على التوقيع

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    في عراق الأئمة
    المشاركات
    1,658

    افتراضي

    مرورك أسعدني اخي الكريم


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    عــــ احلى وردتين ـــند
    المشاركات
    1,703

    افتراضي

    اللهم صلي على محمد وال محمد
    وعجل فرجهم والعن عدوهم يا كريم
    بارك الله فيك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    كولا لمبور
    المشاركات
    1,094

    افتراضي


    السلام عليكم

    أللهم صل على محمد وآل محمد الطييبن الطاهرين وألعن أعداءهم ومنكري ولايتهم وفضائلهم الى قيام يوم الدين - آمين يارب العالمين

    أحسنتم وبارك الله فيكم وبكم
    وفقكم الله لما فيه الصلاح والإصلاح
    وشرح الله صدوركم ويسر أموركم لخدمة آل البيت عليهم السلام
    وجعلنا واياكم الله ممن يثأر مع قائم آل محمد سيدنا ومولانا الإمام الحجة أرواحنا لتراب مقدمه الفداء

    ونحن بخدمتكم وبخدمة خدام آل محمد صلوات الله عليهم

    تحياتي


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    في عراق الأئمة
    المشاركات
    1,658

    افتراضي

    شكرااا لمروركم العطر الرد الجميل

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك