رسول الله والشهادة الثالثة
أمّا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فالأحاديث مرويّة عنه باستحباب ذكر الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) كلّما جاء ذكر الله ورسوله.
وفيما يلي نذكر نماذج منها:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من قال: لا إله إلاّ الله، تفتّحت له أبواب السماء، ومن تلاها (أي: أتبعها) ب-: محمّد رسول الله، تهلل وجه الحق سبحانه(1) واستبشر بذلك، ومن تلاها ب- : علي ولي الله غفر الله له ذنوبه ولو كانت بعدد قطر المطر)(2).
إن هذا الحديث يدل على جواز ذكر الإمام علي (عليه السلام) بعد ذكر الله ورسوله، من غير فرق بين الأذان وغيره، فهو عام يشمل كل مجال.
بل إن هذا الحديث يدل على استحباب هذا الذكر ومطلوبيّته ومحبوبيّته عند الله سبحانه، ولهذا قال (صلى الله عليه وآله): (.. ومن تلاها ب-: علي ولي الله غفر الله له ذنوبه ولو كانت بعدد قطر المطر).
فهل هناك حاجة - بعد هذا - إلى دليل على الجواز أولاً، والاستحباب ثانياً؟!
ولو لم تكن هذه الجملة محبوبة عند الله ومرضيّة لديه، هل كان سبحانه يغفر ذنوب قائلها ولو كانت بعدد قطر المطر؟!
ويقول (صلى الله عليه وآله): (والذي بعثني بالحق بشيراً، ما استقرّ الكرسي والعرش، ولا دار الفلك ولا قامت السماوات والأرض إلا بأن كتب الله عليها: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين) إلى آخر الحديث(3).
1- الحق - هنا - هو الله سبحانه، ولا شك أن قوله: (تهلل وجه الحق) إنما هو من باب المجاز لا الحقيقة، لأنه قد ثبت - على ضوء القرآن والعقل - إن الله ليس جسماً، وليس مركّباً من الأعضاء والجوارح، فقول النبي (صلى الله عليه وآله): (تهلل وجه الحق) كناية عن رضا الله تعالى وشمول رحمته ومغفرته للقائل، وهذا النوع من المجازات كثير في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
2- بحار الأنوار: ج 38 ص 318 و 319، الحديث 27، الباب 67.
3- بحار الأنوار: ج 27 ص 8، الحديث 16، الباب 10.