أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مقابلة تلفزيونية بثت مساء الجمعة، أن سوريا "ليست مدعوة" إلى القمة العربية المقبلة في بغداد، مستبعدا أيضا دعوة المعارضة السورية للحضور.
وقال زيباري في مقابلة مسجلة مع تلفزيون "العراقية" الحكومي، إن "القرار حول مشاركة سوريا في القمة ليس قرارنا بل قرار الجامعة العربية، والعراق ملتزم بقرار الجامعة".
وأوضح أن "سوريا ليست مدعوة ولم نوجه دعوة إليها، بما يعني أنها ليست مشمولة بالدعوات التي سنوجهها إلى الدول العربية لحضور القمة التي من المفترض أن تعقد في بغداد في 29 آذار/مارس المقبل".
وأضاف "ومن الآن وحتى موعد عقد القمة لدينا فترة طويلة ومن خلال المشاورات سنتوصل إلى وضوح أكبر حول هذا الموضوع"، حسب تعبيره.
واستبعد زيباري دعوة المعارضة السورية لحضور القمة، قائلا "من خلال ملاحظتي للقمم الأخرى، لم تتم دعوة المعارضة إلى القمم السابقة خاصة أن القمة تجري على مستوى زعماء".
كان زعيم القائمة العراقية إياد علاوي، التي يعد المطلك احد قادتها، اعتبر اليوم الجمعة (24 شباط 2012)، أن سلسلة التفجيرات التي ضربت العاصمة بغداد أمس "لا تشجع" على عقد القمة العربية فيها، عازياً سبب وقوعها إلى تراجع الوضع السياسي، كما توقع تنفيذ المزيد من أعمال العنف مستقبلاً.
وهزت سلسلة تفجيرات، أمس الخميس (23 شباط 2012)، العاصمة بغداد وست محافظات أخرى هي صلاح الدين وبابل ونينوى وديالى والأنبار وكركوك، أسفرت عن سقوط نحو 491 شخصاً بين قتيل وجريح، واعترفت وزارة الداخلية بوقوع 22 تفجيراً استهدفت 19 منطقة في أنحاء العراق، كما اتهمت تنظيم القاعدة و"الآخرين" بالوقوف وراءها، مؤكدة أنها تهدف إلى تحريك الفتن الطائفية والسياسية ومنع العراق من أن يكون عملاقاً اقتصادياً.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس الخميس، (23 شباط الحالي) أن مبعوثي العراق للزعماء العرب سيتوجهون اعتباراً من اليوم الجمعة لإيصال الدعوات الرسمية لحضور القمة العربية المزمع تنظيمها في العاصمة بغداد نهاية شهر آذار المقبل.
يذكر أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أعلن، في الأول من شباط 2012، أن القمة العربية المقبلة ستعقد في بغداد في (29 آذار المقبل)، مؤكداً أن الحكومة جادة في توفير الأمن للقادة والرؤساء المشاركين في القمة، فيما اعتبر نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن العراق قادر على إنجاح القمة العربية، وأنه مقبل على مرحلة سيترأس خلالها العمل العربي.
وأجلت الجامعة العربية، في (5 أيار 2011)، القمة العربية التي كان من المقرر عقدها في آذار 2011 ببغداد إلى آذار 2012، بناءً على طلب عراقي بعد توافق الدول العربية الأعضاء نظراً للواقع العربي "الجديد وغير المناسب" الذي أحدثته الثورات التي كانت وقتها في مصر وليبيا واليمن وتونس وسوريا.
ويعد انعقاد القمة العربية في العاصمة العراقية بغداد الحدث الدولي الأكبر الذي تنظمه البلاد منذ العام 2003، إذ شكلت أمانة بغداد لجنة لتهيئة وتأمين المتطلبات الخاصة بمؤتمر القمة العربية وتقديم الرؤى والأفكار والتحضيرات المطلوبة لتحسين وتطوير الواجهة العمرانية للمدينة، بما يتناسب مع تاريخها ومكانتها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المختصة، وقد أعلنت في نهاية شهر كانون الثاني المنصرم أن كامل الاستعدادت للقمة باتت منجزة بنسبة 100 بالمائة.
واستضاف العراق القمة العربية مرتين، الأولى في العام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد، أما القمة الثانية التي حملت الرقم 12 وعقدت في العام 1990 فقد شهدت حضور جميع الزعماء العرب باستثناء الرئيس السوري السابق حافظ الاسد الذي كان في حالة عداء مع نظام الرئيس السابق صدام حسين على خلفية تنافسهما على زعامة البعث وموقف سوريا الداعم لإيران في حرب السنوات الثمانية التي خاضها العراق معها، كما شهدت القمة توترات حادة بين العراق من جهة ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة من جهة اخرى، اندلعت بعدها حرب الخليج الثانية.