+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 4 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 35

الموضوع: دوحة الشعراء .... حياتهم وتاريخهم واعمالهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    انا وخلى كل ارض وطنا
    المشاركات
    46,513

    افتراضي


    أبو القاسم الشابي
    حياته :
    شاعر تونسي في شعره نفحات أندلسية، ولد في قرية الشابية من ضواحي توزر عاصمة الواحات التونسية في الجنوب. قرأ العربية بالمعهد الزيتوني بتونس وتخرج من مدرسة الحقوق التونسية وعلت شهرته.
    ومات شاباً بمرض الصدر ودفن في روضة الشابي بقريته.
    أبو القاسم الشابي هو شاعر الخضراء، وهو القائل في مطلع قصيدته 'إرادة الحياة' (من بحر المتقارب):
    إذا الشعب يوماً أراد الحيـاة .. فلا بدّ أن يستجيب القدر
    ولا بدّ للــــيل أن ينجلـــي .. ولا بدّ للقيد أن ينكسـر
    ومن لم يُعانــقه شوق الحيــاة .. تبخّر في جوّهـا واندثــر
    فويلٌ لمن لم تشُقْه الحيـــاة .. من صفعة العدم المنتصــر
    كذلك قالـت لي الكائنـــــات .. وحدّثني روحهـا المستتــر
    بدأ تعلّمه في المدارس التقليدية "الكتاتيب" وهو في الخامسة من عمره، وأتمّ حفظ القرآن بكامله في سنّ التاسعة. ثم أخذ والده يعلّمه بنفسه أصول العربية ومبادئ العلوم الأخرى حتى بلغ الحادية عشرة. التحق بالكلية الزيتونية في 1920.10.11 وتخرّج سنة 1928 نائلاً شهادة "التطويع" وهي أرفع شهاداتها الممنوحة في ذلك الحين. ثم التحق بمدرسة الحقوق التونسية وتخرج منها سنة 1930.
    أبو القاسم الشابّي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1269 هـ ( 1879 ) وفي سنة 1319 هـ ( 1901 ) ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.
    توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الثلاثاء الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353 هـ.
    نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365هـ.





    أشعـــــــــــــــــــاره



    صلوات في هيكل الحب
    عذبةٌ أنتِ كالطفولة كالأحلام كاللحنِ كالصباحِ الجديدِ
    كالسماء الضحوكِ كالليلةِ القمراءِ كالوردِ كابتسامِ الوليدِ
    يا لها من وداعـةٍ وجَمالٍ وشبابٍ منعّمٍ أملودِ
    يا لَهَا من طهارةٍ تبعثُ التقديسَ في مهجة الشقيّ العنيد
    يا لها من رقّةٍ تكاد يرفّ الوردُ منها في الصخرة الجلمود
    أيّ شيء تراك هل أنت فينيس تَهادت بين الورى من جديد
    لتعيد الشبابَ والفرحَ المعسـولَ للعالَمِ التعيس العميـد
    أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرضِ ليحيي روح السلام العهيد
    أنتِ .. ما أنتِ ؟ رسمٌ جَميلٌ عبقريٌّ من فنّ هذا الوجود
    فيك ما فيه من غموضٍ وعمقٍ وجمالٍ مقدّسٍ معبود
    أنتِ ما أنتِ؟ أنت فجرٌ من السحر تَجلّى لقلبِي المعمود
    فأراه الحياةَ في مونق الحُسن وجلّى له خفايا الخلود
    أنت روح الربيع تختال في الدنيا فتهتز رائعاتُ الورود
    تهب الحياة سكرى من العطر ويدوّي الوجود بالتغريد
    كلما أبصرتك عيناي تَمشين بخطو موقّع كالنشيد
    خفق القلبُ للحياة ورفّ الزهرُ في حقل عمري الْمجرود
    وانتشت روحي الكئيبة بالحبّ وغنّت كالبلبلِ الغرّيد
    أنت تحيين في فؤادي ما قد مات في أمسي السعيد الفقيد
    وتشيدين في خرائب روحي ما تلاشى في عهدي الْمجدود
    من طموحٍ إلى الجمالِ إلى الفنِّ إلى ذلك الفضاءِ البعيد
    وتبثين رقّة الأشواق والأحلام والشدو والهوى في نشيدي
    بعد أن عانقت كآبة أيامي فؤادي وألْجمت تغريدي
    أنت أنشودة الأناشيد غنّاك إلهُ الغناء ربّ القصيد
    فيك شبّ الشباب وشّحَهُ السحرُ وشدو الهوى وعطر الورود
    وتبثين رقّة الأشواق والأحلام والشدو والهوى في نشيدي
    بعد أن عانقت كآبة أيامي فؤادي وألجمت تغريدي
    أنت أنشودة الأناشيد غنّاك إلهُ الغناء ربّ القصيد
    فيك شبّ الشباب وشّحَهُ السحرُ وشدو الهوى وعطر الورود
    وقوام يكاد ينطق بالألحان في كل وقفة وقعود
    كل شيء موقع فيك حتى لفتة الجيد واهتزاز النهود
    أنت..أنت الحياة في قدسها السامي وفي سحرها الشجيّ الفريد
    أنت.. أنت الحياة في رقة الفجرِ وفي رونق الربيع الوليد
    أنت .. أنت الحياة كل أوان في رواء من الشباب جديد
    أنت.. أنت الحياة فيكِ وفي عينيك آيات سحرها الممدود
    أنت دنيا الأناشيد والأحلام والسحر والخيال المديد
    أنت فوق الخيال والشعر والفن وفوق النهى وفوق الحدود
    أنت قدسي ومعبدي وصباحي وربيعي ونشوتي وخلودي
    يا ابنة النور إنني أنا وحدي من رأى فيك روعك المعبود
    فدعيني أعيش في ظلك العذب وفي قرب حُسنك المشهود
    عيشة للجمال والفن والإلهام والطهر والسنَى والسجود
    عيشة الناسك البتول يناجي الرب في نشوة الذهول الشديد
    وامنحيني السلام والفرح الروحي يا ضوء فجري المنشود
    وارحميني فقد تَهدمت في كون من اليأس والظلام مشيد
    أنقذيني من الأسى فلقد أمسيت لا أستطيع حَمل وجودي
    في شعب الزمان والموت أمشي تحت عبء الحياة جم القيود
    وأماشي الورى ونفسي كالقبر وقلبي كالعالم المهدود
    ظلمة ما لَها ختام وهول شائع في سكونِها الممدود
    وإذا ما استخفى عبث الناس تبسمت في أسى وجُمود
    بسمة مرة كأني أستلّ من الشوك ذابلات الورود
    وانفخي في مشاعري مرح الدنيا وشدّي من عزمي المجهود
    وابعثي في دمي الحرارة علّي أتغنى مع المنَى من جديد
    وأبثّ الوجود أنغام قلب بلبليّ مكبلٍ بالحديد
    فالصباح الجميل ينعش بالدفء حياة المحطم المكدود
    أنقذيني فقد سئمت ظلامي أنقذيني فقد مللت ركودي
    آه يا زهرتي الجميلة لو تدرين ما جدّ في فؤادي الموحود
    في فؤادي الغريب تُخلق أكوانٌ من السحر ذات حسن فريد




    وشُمُوس وضاءة ونجوم تنثر النـور في فضاء مديد
    وربيع كأنه حلم الشاعر في سكرة الشباب السعيد
    ورياض لا تعرف الحلك الداجي ولا ثورة الخريف العتيد
    وطيـور سحرية تتناغى بأناشيد حلـوة التغريد
    وقصور كأنها الشفق المخضوب أو طلعة الصباح الوليد
    وغيوم رقيقة تتهادى كأباديد من نُثـار الورود
    وحياة شعرية هي عندي صورة من حياة أهل الخلود
    كل هذا يشيده سحر عينيك وإلهام حسنك المعبود
    وحرام عليك أن تهدمي ما شاده الحسن في الفؤاد العميد
    وحرام عليك أن تسحقي آمال نفس تصبو لعيش رغيد
    منك ترجو سعادة لم تجدها في حياة الورى وسحر الوجود
    فالإله العظيم لا يرجم العبد إذا كان في جلال السجود


    نشيد الجبار
    ساعيش رغم الداء والاعداء .. كالنسر فوق القمة الشماء
    ارنو الى الشمس المضيئة هازئا .. بالسحب والامطار والانواء
    لا ارمق الظل الكئيب ولا ارى .. ما في قرار الهوة السوداء
    واسير في دنيا المشاعر حالما .. غردا وتلك سعادة الشعراء
    اصغي لموسيقى الحياة ووحيها .. واذيب روح الكون في انشائي
    واصيغ للصوت الالهي الذي .. يحيي بقلبي ميت الاصداء
    واقول للقدر الذي لا ينثني .. عن حرب آمالي بكل بلاء
    لا يطفيء اللهب المؤجج في دمي .. موج الاسى وعواصف الارزاء
    فاهدم فؤادي ما استطعت فانه .. سيكون مثل الصخرة الصماء
    لا يعرف الشكوى الذليلة والبكا .. وضراعة الاطفال والضعفاء
    ويعيش " جبارا " يحدق دائما .. بالفجر .. بالفجر الجميل النّائي
    قال قلبي للإله
    في جبال الهموم أنبث أغصاني *** فرقت بين الصخور بجهد
    وتغشاني الضباب فأورقـــت و *** أزهرت للعواصف وحدي
    وتمايلت في الظلام وعطرت *** فضاء الأسى بأنفاس وردي
    وبمجد الحياة والشوق غنيت *** فلم تفهم الأعاصير قصدي
    ورمت للوهاد أفنان الخضر *** وظلت في الثلج تحفر لحدي
    ومضت بالشذى فقلت "ستبني *** في مروج السماء بالعطر مجدي
    وتغزلت بالربيــع و بالفجر *** فماذا ستفعل الريـــــــــح بعدي


    إرادة الحيــــــاة
    إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
    وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
    وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
    فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
    كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
    وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
    إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
    وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
    وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
    فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
    وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
    وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
    "أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
    وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
    هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
    فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
    وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
    فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"
    وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر
    سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
    سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟
    فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر
    وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر
    يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر
    فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر
    وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر
    وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر
    وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر
    وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر
    وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
    وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
    مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر
    لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر
    وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر
    وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
    فصدّعت الأرض من فوقـها وأبصرت الكون عذب الصور
    وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
    وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه تعيد الشباب الذي قد غبـر
    وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر
    وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
    ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
    إليك الفضاء ، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
    إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر
    فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر
    وناجي النسيم وناجي الغيـوم وناجي النجوم وناجي القمـر
    وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
    وشف الدجى عن جمال عميقٍ يشب الخيـال ويذكي الفكر
    ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
    وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر
    وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
    وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
    وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
    إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ
    .......................
    اسكني باجراح ........ واسكتي ياشجون
    مات عهد النواح .......وزمان الجــنــون
    واطل الـــــصبـاح ....... مـن وراء القرون
    في فـــجـاج الردي ..... قـــد دفـــنت الألم
    ونثرت الد مـــــــوع .... لــــريـــاح العدم
    واتخذت الـــــحـــــاة ..... معـــــــزفأ للنغم




    التعديل الأخير تم بواسطة أنساب ; 25-07-2013 الساعة 02:30 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    انا وخلى كل ارض وطنا
    المشاركات
    46,513

    افتراضي

    ياعذارى .. الجمال .. والحب .. والاحلام


    يا عذارى الجمال، والحبِّ،والأحلامِ، .. بَلْ يَا بَهَاءَ هذاالوُجُودِ
    قد رأَيْنا الشُّعُورَمُنْسَدِلاتٍ .. كلّلَتْ حُسْنَها صباحُالورودِ
    ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ..، أوتَحْلُمُ .. بالنُّورِ، بالهوى ،بِالنّشيدِ
    وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَهاالسِّحْرُ، .. فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَالخُدود
    ورأينا الشِّفاه تبسمُ عندنيا .. من الورد غضّة ٍأملُود
    ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ،كالأزهارِ .. في نشوة الشبابالسعيدِ
    فتنة ٌ، توقظ الغرام،وتذكيه .. وَلكنْ مَاذا وراءَالنُّهُودِ
    ما الذي خلف سحرها الحالي،السكران، .. في ذلك القرارِالبعيدِ..؟
    أنفوسٌ جميلة ٌ، كطيورالغابِ .. تشدوُ بساحرالتغريدِ
    طاهراتٌ، كأَنَّها أَرَجُالأَزَهارِ .. في مَوْلِدِ الرّبيعِالجَديد؟
    وقلوبٌ مُضيئة ٌ، كنجومالليل .. ضَوَاعة ٌ، كغضِّالورودِ؟
    أم ظلامٌ، كأنهُ قِطَعُالليل، .. وهولٌ يُشيبُ قلبَالوليدِ
    وخِضَمُّ، يَمُوج بالإثْمِوالنُّكْر .. ِ، والشَّرِّ، والظِّلالِالمَديدِ؟
    لستُ أدري، فرُبّ زهرٍشذيِّ .. قاتل رغمَ حسنهالمشهودِ
    صانَكنَّ الإلهُ من ظُلمة ِالرّوحِ .. وَمِنْ ضَلّة الضّميرِالمُرِيدِ
    إن ليلَ النّفوسِ ليلٌمُريِعٌ .. سرمديُّ الأسى ، شنيعالخلودِ
    يرزَحُ القَلْبُ فيه بالأَلَمالمرّ، .. ويشقي بعِيشةالمنكودِ
    وَربيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُالدُّهْرُ، .. ويمضي بِحُسْنِهِالمَعْبُودِ
    غيرَ باقٍ في الكونِ إلاجمالُ .. الرُّوح غضًّا على الزَّمانِالأَبيدِ



    أراك
    أراك ، فتحلو لدي الحياة ويملأ نفسي صباح الأمل
    وتنمو بصدري ورود، عذاب وتحنو على قلبي المشتعل
    ويفتنني فيك فيض الحياة وذاك الشباب ،الوديع ،الثمل
    ويفتنني سحر تلك الشفاه ترفرف من حولهن القبل
    فأعبد فيك جمال السماء ، ورقة ورد الربيع ،الخضل
    وطهر الثلوج ، وسحر المروج موشحة بشعاع الطفل



    أراك ،فأخلق خلقاً جديداً كأني لم أبل حرب الوجود
    ولم أحتمل فيه عبئاً ثقيلاً من الذكريات التي لا تبيد
    وأضغاث أيامي ، الغابرات وفيها الشقي، وفيها السعيد
    ويغمر روحي ضياء ، رفيق تكلله رائعات الورود
    وتسمعني هاته الكائنات رقيق الأغاني ، وحلو النشيد
    وترقص حولي أمان ، طراب وأفراح عمر، خلي ، سعيد


    أراك ، فتخفق أعصاب قلبي وتهتز مثل اهتزاز الوتر
    ويجري عليها الهوى ، في حنو أنامل ،لدناً ، كرطب الزهر
    فتخطو أناشيد قلبي ، سكرى تغرد ، تحت ظلال القمر
    وتملأني نشوة ، لا تحد كأني أصبحت فوق البشر
    أود بروحي عناق الوجود بما فيه من أنفس ،أوشجر
    وليل يفر ، وفجر يكر وغيم ، يوشي رداء السحر


    حرم الأمومة
    الأم تلثم طفلها، وتضمه حرم ، سماوي الجمال ، مقدس
    تتأله الأفكار ، وهي جواره وتعود طاهرة هناك الأنفس
    حرم الحياة بطهرها وحنانها هل فوقه حرم أجل وأقدس ؟
    بوركت يا حرم الأمومة والصبا كم فيك تكتمل الحياة وتقدس!



    قلب الشاعر


    كل ما هب ،وما دب ، وما نام ،أو حام على هذا الوجود
    من طيور ،وزهور ،وشذى وينابيع ، وأغصــان تميد
    وبحار ، وكهوف ، وذرى وبراكين ، ووديان ، وبيـد
    وضياء، وظلال ، ودجـى وفصول ، وغيوم ، ورعود
    وثلوج ، وضبـاب عابـر وأعاصـيـر،وأمطار تجود
    وتعـاليـم ، ودين ، ورؤى وأحاسيس ، وصمت، ونشيد
    كلـهـا تحيا بقلبـي ، حرة غضة السحر ، كأطفال الخلود


    هاهنا ، في قلبي الرحب ، العميق يرقص الموت وأطياف الوجود
    هاهنا ، تعصف أهـوال الدجـى هاهنا ، تخـفق أحـلام الورود
    هاهنا ، تهتف أصـداء الفـنـا هاهنا، تعزف ألحـان الخـلود
    هاهنا ، تمشي الأماني ، والهوى والأسى ، في موكب فخم النشيد
    هاهنا الفجــر الذي لا ينتهـي هاهنا الليـل الذي ليس يبـيـد
    هاهنا، ألف خــضـم ، ثـائر خالد الثورة ، مجهول الحـدود
    هاهنا ، في كـل آن تمــحـي صور الدنيا وتبدو من جـديـد


    .............


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    انا وخلى كل ارض وطنا
    المشاركات
    46,513

    افتراضي

    قد سكرنا بحبناواكتفَيْنا



    يا مديرَ الكؤوس فاصرفْ كؤوسَكْ

    واسكبِ الخمرَ للعَصَافيرِوالنَّحْلِ
    وَخَلِّ الثَّرى يَضُمُّ عروسَكْ
    مالنا والكؤوس، نطلبُ منها
    نشوة ً والغَرامُ سِحْرٌوسُكْرُ!
    خَلِّنا منكَ، فَالرّبيعُ لناساقٍ
    وهذا الفضاءُ كاسٌ وخمرُ!
    نحن نحيا كالطّيرِ، في الأفُق السَّاجي
    وكالنَّحْلِ، فوق غضِّ الزُّهُورِ
    لا ترى غيرَ فتنة ِ العالم الحيِّ
    وأحلامِ قلبهاالمسحورِ...
    نحن نلهو تحتَ الظلالِ،كطفلينِ
    سعيدين، في غُرورِ الطُّفولةْ
    وعلى الصخرة ِ الجميلة ِ في الوادي
    وبين المخاوفِ المجْهولَهْ
    نحن نغدو بين المروج ونُمسى
    ونغنِّي مع النسيم المعنِّي
    ونناجي روحَ الطبيعة ِ في الكون
    ونُصغي لِقَلْبهاالمتغنّي
    نحنُ مثلُ الرَبيعِ: نمشي علىأرضٍ
    مِنَ الزَّهرِ، والرُّؤى ،والخَيالِ
    فوقَها يرقصُ الغرامُ،ويلهو
    ويغنّي، في نشوة ٍودلالِ
    نحن نحيا في جَنَّة ٍ مِنْ جِنَانِ السِّحْرِ
    في عالمٍ بعيدٍ...،بعيدِ...،
    نحنُ في عُشِّنا الموَرَّدِ،نتلو
    سُوِرِ الحُبِّ للشَّبابِ السّعيدِ
    قد تركنا الوُجودَللنَّاس،
    ـضُوا عليه الحياة َ كيفَأرادُوا
    وذهبنا بِلبِّه، وَهْوَرُوحٌ
    وَتَركنا القُشُورَ، وَهْيَ جَمادُ
    قد سِكْرنا بحبّنا،واكتَفْينا
    طفَحَ الكأسُ، فاذهَبُوا ياسُقاة ُ
    نحن نحيا فلا نريدُمزيداً
    حَسْبُنا ما مَنَحْتِنَا ياحَياة ُ
    حَسْبُنا زهرُنَا الَّذي نَتَنَشَّى
    حَسْبُنا كأسُنا التي نترشّفْ
    إنَّ في ثغرِنا رحيقاًسماويَّا
    وفي قلبنا ربيعاًمُفَوَّفْ
    أيُّها الدَّهْرُ، أيُّهاالزَّمَنُ الجاري
    إلى غيرِ وُجهة ٍوقرارِ!
    أيُّها الكونُ! أيّها القَدَرُالأَعمى !
    قِفُوا حيثُ أنتُمُ! أوفسيرُوا
    وَدَعُونا هنا: تُغنِّي لناالأحْلامُ
    والحبُّ، والوجودُ،الكبيرُ
    وإذا ما أبَيْتُمُ،فاحْمِلُونا
    ولهيبُ الغَرامِ في شَفَتْينا
    وزهورُ الحياة ، تعبقُ بالعطرِ
    وبالسِّحْرِ، والصِّبا في يديْنَا







  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    انا وخلى كل ارض وطنا
    المشاركات
    46,513

    افتراضي


    أيها الحب أنت سر بلائي
    أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي
    وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي
    أيها الحب أنت سرُّ وُجودي وحياته ، وعِزَّتي، وإبائي
    وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي
    يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي!
    ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ ـ****طغى ، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟
    أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي
    فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي
    لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي: مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟
    .............


    ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيا








    ليـتَ لـي أن أعيـشَ هـذهِ الدنـيّـاسَعـيـداً بِوَحْـدتـي وانـفــرادي

    أَصرِفُ العْمْرَ في الجبالِ، وفي الغاباتِبـيــنَ الصـنـوبّـر الـمـيّــادِ
    ليس لي من شواغل العيش ما يصرفُنفسـي عــن استـمـاعِ فــؤادي
    أرقبُ المـوتَ، والحيـاة َ وأصغـيلـحـديــثِ الآزال والآبـــــادِ
    وأغنيّ مع البلاد البلابل فـي الغـابِ،وأصغـيِ إلـى خـريـر الــوادي
    وَأُناجـي النُّـومَ والفجـرَ، والأَطيـارَوالنّـهـرَ، والـضّـيـاءَ الـهــادي
    عيشـة ً للجمـالِ، والفـنِ، أبغيـهـابعـيـداً عَــنْ أمـتَّـي وبــلادي
    لا أغنِّـي نفسـي بأحزانـيِ شعبـيفهـو حـيٌّ يعيـشُ عيـشَ الجمـالِ!
    وبحسبـي مِـنَ الأسـى مـا بنفسـيمـن طريـفٍ مُسْتَـحْـدَثٍ وتِــلادِ
    وبعيـداً عـن المدينـة ، والـنّـاس،بعيـداً عـن لَغْـوِ تـلـك الـنّـوادي
    فهو مـن معـدنِ السّخافـة والإفـكومــن ذلــك الـهُـراء الـعـادي
    أين هوَ مـن خريـرِ ساقيـة الـواديوخفـقِ الصـدى ، وشـدوِ الشـادي
    وَحَفيـفِ الغصـونِ، نمَّقهـا الـطَّـلُّوَهَـمْـسِ النّـسـيـمِ لـــلأوْراد؟
    هـذهِ عِيـشـة ٌ تقدِّسُـهـا نفـسـيوأدعُـــو لمـجـدهـا وأنـــادي
    .............

    أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْل





    أيُّها الليلُ! يا أَبَا البـؤسِ والهَـوْلِ،! ياهيكـلَ الحَيـاة ِ الرَّهيـبِ!

    فِيكَ تَجْثُو عرائـسُ الأَمَـلِ العـذْبِ، تُصلَّـي بصَوتِهـا المحبـوبَ
    فَيُثيـرُ النَّشِيـدُ ذكـرى حـيـاة ٍحَجَبَتهـا غيـومُ دَهـر كَئـيـبِ
    وَتَرُفُّ الشُّجونُ مِنْ حـول قلبـيبسُكُـونٍ، وَهَيْبَـة ٍ، وَقُـطُـوبِ
    أنتَ ياليلُ! ذرَّة ٌ، صعدت للكونِ،من موطـئ الجحيـمِ الغَضـوبِ
    أيُّها الليلُ! أنـت نَغْـمٌ شَجِـيُّ في شفاهِ الدُّهـورِ، بيـن النَّحيـبِ
    إنَّ أُنشودة السُّكُونِ، التـي ترتـجّفي صـدرك الرّكـود، الرحيـب
    تُسْمِعُ النَّفْسَ، في هدوء الأمانـيرنة َ الحقَّ، والجمـال الخلـوبِ
    فَتَصوغُ القلوبُ، منهـا أَغَارِيـداً،تَهُـزُّ الحيـاة َ هَـزَّ الخُـطُـوبِ
    تتلوّى الحيـاة ُ، مِـنْ أَلَـم البـؤْفتبـكـي، بلـوعـوٍ ونحـيـبِ
    وَعَلـى مَسْمَعيـكَ، تَنْهـلُّ نوحـاًوعويلاً مُـراً، شجـون القلـوبِ
    فأرى بُرقعـاً شفيفـاً، مـن الأوجاع، يُلقي عليك شجـوَ الكئيـبِ
    وأرى في السُّكون أجنحة الجـبَّـبارِ، مخلصـة ً بدمـعِ القُلـوبِ
    فَلَـكَ اللَّـهُ! مِـنْ فـؤادٍ رَحيـمٍولـكَ الله! مـن فـؤادٍ كئـيـب
    يهجع الكونُ، في مابيبة ِ العصفورطفـلاً، بـصـدركَ الغربـيـب
    وبأحضانك الرحيمة ِ يستيقظُ، فينضـرة الضَّحُـوكِ، الـطَّـرُوبِ
    شَادياً، كالطُّيـوبِ بالأَمـلِ العَـذْبِ، جميلاً، كَبَهْجَـة ِ الشُّؤْبُـوبِ
    ياظلام الحياة !يـا روعـة الحـزنِ! وَيَا مِعْزَفَ التَّعِيـس الغَرِيـبِ
    وبقيثـارة السّكنـة ، فـي كـفَّـيـ
    فَيكَ تنمُـو زَنَابِـقُ الحُلُـمِ العـذْبِ، وتذوِي لدَى لهيبِ الخُطـوبِ
    أَمْ قُلُـوبٌ مُحِطَّـاتٌ عَلَـى سَـابُ ظِلالُ الدُّهـورِ، ذَاتَ قُطـوبِ
    وَبِفَـوْديـكَ، فِــي ضَفَـائِـرِكَودِ، تـدَّب الأيــامُ أيَّ دَبـيـبِ
    لبناتِ الشعر..، لكن قوَّضتهُ الحادثات
    صَاحِ! إنَّ الحياة َ أنشودة ُ الحُـزْنِ، فرتِّلْ عَلَـى الحيـاة ِ نَحِيبـي
    إنَّ كأسَ الحياة ِ مُتْرَعَة ٌ بالـذَّمْـْعِ، فاسْكُبْ على الصَّبَاحِ حَبيبـي
    إنّ وادِي الظَّـلامِ يَطْفَـحُ بالهَـوْلِ، فمـا أبعـد ابتسـام القلـوبِ!
    لا يُغرّنَّـك ابتسـامُ بـنـي الأرضِ فَخَلْفَ الشُّعاعِ لَـذْعُ اللَّهِيـبِ
    أنـتَ تـدري أنَّ الحيـاة َ قطـوبٌ وَخُطُوبٌ، فَما حَيَاة ُ القُطُوبِ؟
    إنّ فـي غيبـة ِ الليالـي، تِباعـاًلخَطيـبٌ يمـرُّ إثـر خـطـوبِ
    سَدَّدَتْ في سكينة ِ الكونِ، للأعمـاقِ، نفْسي لخطأ بعيـدَ الرُّسـوبِ
    نَظْـرة ٌ مَزَّقَـتْ شِغَـافَ اللَّـيـالي فرأتْ مهجة َ الظْلام الهيـوبِ
    ورأتْ في صميمِها، لوعة َ الحـزْنِ، وأَصْغَتْ إلى صُراخِ القُلُـوبِ
    لا تُحاوِلْ أنْ تنكرَ الشَّجْـوَ، إنّـيقد خبرتُ الحيـاة َ خُبـرَ لبيـبِ
    فتبرمـتُ بالسّكيـنـة والـضـجّـة ، بل فد كرهتُ فيها نصيبي...
    كنْ كمـا شـاءَت السمـاءُ كئيبـاًأيُّ شيءٍ يَسُـرُّ نفـسَ الأَريـبِ؟
    أنفوسٌ تموتُ، شاخِصَـة ً بالهـولِ، في ظلمة ِ القُنوطِ العَصيـبِ؟
    حـــلِ لُـــجِّ الأَسَــــى،بــمــوْجِ الـخُــطــوبِ؟
    إنما النّـاسُ فـي الحيـاة طيـورٌقد رَمَاهَا القَضَـا بِـوادٍ رَهِيـبِ
    يَعْصُفُ الهولُ في جَوَانبـه السـودِ فيقْضي على صَـدَى العندليـبِ
    قَدْ سَألتُ الحياة َ عَنْ نغمة ِ الفَـجْـرِ، وَعَنْ وَجْمة المساءِ القَطُوبِ
    فسمعتُ الحياة َ، في هيكلِ الأحزانِ، تشـدو بِلَحْنِهـا المحـبـوبِ:
    مَا سُكـوتُ السَّمـاءِ إلا وُجُـومٌمَا نشيـدُ الصَّبَـاحِ غيـرُ نحيـبِ
    لَيْسَ فـي الدَّهْـرِ طَائـرٌ يتغنّـىفي ضِفَافِ الحياة ِ غَيْـرَ كَئيـبِ
    خضَّبَ الإكتئابُ أجنحـة َ الأيّـامِ، بِالدَّمْـعِ، والـدَّم المَسْـكُـوب
    وَعَجيبٌ أنْ يفرحَ النّاسُ في كَهْـفِ اللَّيالي، بِحُزْنِهَـا المَشْبُـوبِ!»
    كنتُ أَرْنو إلـى الحيـاة ِ بِلَحْـظٍباسـمٍ، والرّجـاءُ دونَ لـغـوبِ
    ذَاكَ عَهْـدٌ حَسِبْتُـهُ بَسْـمَـة َ الـفَجْر، ولكنَّه شُعـاع الغُـروبِ
    ذَاكَ عَهْـدٌ، كَأَنَّـه رَنَّـة ُ الأفـراح، تَنْسَـابُ مـنْ فَـمِ العَنْدَليـبِ
    خُفِّفَتْ ـرَيْثَما أَصَخْتُ لَهَا بالقَـلْـبِ، حينـاً ـوَبُدِّلَـتْ بَنَحـيـبِ
    إن خمر الحيـاة ورديـة ُ اللـونِولكنَّـهـا سِـمـامُ الـقُـلـوبِ
    جرفتْ من قرارة ِ القلـبِ أحْـلامي، إلى اللَّحْدَ، جَائِراتُ الخُطُوبِ
    فَتَلاشَـتْ عَلَـى تُخُـومِ الليالـيوتهاوَت إلى الجحيـم الغضـوبِ
    وسوى في دُجنّة النّفس، ومـضٌلم يـزل بيـن جيئَـة ٍ، وذُهـوبِ
    ذكرياتٌ تميسُ في ظلمـة ُ النَّـفـسِ، ضئـالاً كرائعـاتِ المشيـبِ
    يَا لِقَلْبٍ تَجَـرّعَ اللَّوعـة َ المُـرَّة َ منْ جدولِ الزَّمـانِ الرَّهيـبِ!
    وَمَضَتْ في صَمِيمِهِ شُعْلَة ُ الحُـزْن، فَعَشَّتْهُ مِنْ شُعَـاعِ اللَّهيـبِ..









  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    انا وخلى كل ارض وطنا
    المشاركات
    46,513

    افتراضي


    ( قـلت للشـعـر )


    أنت يا شعر.. فلذةٌ من فؤادي __ تتغـنّى .. وقـطعةٌ من وجـودي
    فيك.. ما في جوانحي من حنينٍ __ أبديّ .. الى صميم.. الوجـود
    فيك.. ما في خواطري من بكاء __ فيك ما في عـواطـفي من نشيد
    فيك.. ما في عوالمي من ظـلامٍ __ سـرمديّ .. ومن صـباحٍ.. وليد
    فيك.. ما في عوالمي من نجوم __ ضاحكات.. خلف الغمام الشرود
    فيك.. ما في عوالمي من ضباب __ وسـراب .. ويقظة .. وهـجـود
    فيك.. ما طفولتي .. من سـلامٍ __ وابتسامٍ.. وغـبطةٍ .. وسـعود
    فيك.. ما في شبيبتي من حنينٍ __ وشـجـون .. وبهجة .. وجـمود
    فيك.. ان عانق الربيع فؤادي __ تتثنّى .. سـنابلي .. وورودي
    فيك.. يبدو خـريف نفسي ملولاََ __ شاحب اللـون .. عاري الأملود
    فيك.. يمشي .. شــتاء أيامي __ الباكي.وتُرغي صواعقي ورعودي
    أنت يا شعر.. قصة عن حـياتي __ أنت يا شعر.. صورة من وجودي
    أنت يا شعر..ان فرحتُ أغاريدي __ وان غـنّت .. الكآبة .. عودي
    أنا لولاك لم أطق عنَتَ الدهـر __ ولا فـرقة .. الصـباح السعيد
    أنت ما نلتُ من كهوف الليالي __ وتصفحت .. من كتاب.. الخلود
    فيك.. ما في الوجـود من نغم __ حلو.. وما فيه من ضجيج شديد
    فيك.. ما في الوجـود من جبل __ وعر..وما فيه من حضيضٍ وهـيد
    فيك.. ما في الوجـود من حسكٍ __ يدمي.ومافيه من غضيض الورود
    فيك.. ما في الوجـود.حب بنو __ الأرض قصيدي ام لم يحبّوقصيدي
    فـسواءٌ على الطيود اذا غـنّت __ هـتاف السـؤوم .. والمستعيد
    وسـواءٌ على النجوم اذا لاحـت __ سكون الدجى .. وقـصف الرعود
    وسـواءٌ على النسيم أفي القفر __ تغـنّى .. أم بين غـضّ الورود
    وسواءٌ علة الورودأفي الغيران __ فاحـت .. أم بين نهـدٍ وجـيد


    ( الى قلبي )

    ما لآفاقك يا قلبي .. سوداََ .. حالكات ..
    ولأورادك.. بين الشوك صفراََ .. ذاويات ..
    ما لمزمارك.. لا يشدو.. بغير الشهقات ..
    ولأوتارك .. لا تخفق .. الا .. شاكيات ..
    هو ذا يا قلبي.. البحر وأمواج الحياة..
    هو ذا القارب مشدوداََ الى تلك الصفاة ..
    هو ذا الشاطيء لكن أين ربانك.. مات ..
    أين أحلامك يا قلبي.. لقد فات الفوات..
    تلك أطيارٌ ..أنيقاتٌ ..طرابٌ .. فرحات ..
    غردت..ثم توارت .. في غيابات الحياة ..
    أنت يا قلبي.. قلبٌ.. أنضجته الزفرات ..
    أنت يا قلبي.. عشٌ .. نفرت عنه القطاة..
    أنت حقلٌ مجدبٌ .. قد هزأت منه الرعاة ..
    أنت ليلٌ معتمٌ .. تندب فيه الباكـيات ..
    أنت كهفٌ مظلمٌ .. تأوي اليه البائسات ..
    أنت صرحٌ.. شاده الحب..على نهر الحياة..
    لبنات الشعر.. لكن.. قوّضته الحادثات ..
    أنت قبرٌ .. فيه من أيامي الأولى رفات ..
    أنت عودٌ .. مزقت أوتاره.. كف الحياة ..
    فهو في وحشته الخرسـاء بين الكائنات ..
    صامتٌ كالقبر .. الا من أنين الذكريات ..
    أنت لحنٌ ساحرٌ..يخبط في التيه الموات ..
    أنت أنشودة فـجـرٍ .. رتلتها الظلمات ..
    أيها الساري..مع الظلمة في غير أناة ..
    مطرقاََ يخبط في الصحراء مكبوح الشكاة ..
    تهت في الدنيا وما أبت بغير الحسرات ..
    صل يا قلبي الى الله.. فان الموت آت ..
    صل فالنازع .. لا تبقى له غـير الصلاة ..








  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    انا وخلى كل ارض وطنا
    المشاركات
    46,513

    افتراضي

    الشخصيه الثانيه



    شاعرنا اليوم هو الوزير و السفير (( ابن زيدون ))
    سفير ابن جهور " أحد مماليك الطوائف " .. ووزير المعتضد (( معتضد إشبيلية )) ..وشاعر المغرب لقب ببحتري المغرب.

    برع "ابن زيدون" في الشعر كما برع في فنون النثر، حتى صار من أبرز شعراء الأندلس المبدعين وأجملهم شعرًا وأدقهم وصفًا وأصفاهم خيالا، كما تميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة، وتعد رسائله من عيون الأدب العربي.

    الميلاد والنشأة
    ولد الشاعر "أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي" سنة [394هـ= 1003م] بالرصافة من ضواحي قرطبة، وهي الضاحية التي أنشأها "عبد الرحمن الداخل" بقرطبة، واتخذها متنزهًا له ومقرًا لحكمه، ونقل إليها النباتات والأشجار النادرة، وشق فيها الجداول البديعة حتى صارت مضرب الأمثال في الروعة والجمال، وتغنّى بها الكثير من الشعراء.

    وفي هذا الجو الرائع والطبيعة البديعة الخلابة نشأ ابن زيدون؛ فتفتحت عيناه على تلك المناظر الساحرة والطبيعة الجميلة، وتشربت روحه بذلك الجمال الساحر، وتفتحت مشاعره، ونمت ملكاته الشاعرية والأدبية في هذا الجو الرائع البديع.

    وينتمي "ابن زيدون" إلى قبيلة "بني مخزوم" العربية، التي كانت لها مكانة عظيمة في الجاهلية والإسلام، وعرفت بالفروسية والشجاعة.

    وكان والده من فقهاء "قرطبة" وأعلامها المعدودين، كما كان ضليعًا في علوم اللغة العربية، بصيرًا بفنون الأدب، على قدر وافر من الثقافة والعلم.

    أما جده لأمة "محمد بن محمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي" فكان من العلماء البارزين في عصره، وكان شديد العناية بالعلوم، وقد تولى القضاء بمدينة "سالم"، ثم تولى أحكام الشرطة في "قرطبة".

    كفالة الجد

    وما كاد "ابن زيدون" يبلغ الحادية عشرة من عمره حتى فقد أباه، فتولى جده تربيته، وكان ذا حزم وصرامة، وقد انعكس ذلك على أسلوب تربيته لحفيده، وهو ما جنبه مزالق الانحراف والسقوط التي قد يتعرض لها الأيتام من ذوي الثراء.

    واهتم الجد بتربية حفيده وتنشئته تنشئة صحيحة وتعليمه العربية والقرآن والنحو والشعر والأدب، إلى غير ذلك من العلوم التي يدرسها عادةً الناشئة، ويقبل عليها الدارسون.

    وتهيأت لابن زيدون -منذ الصغر- عوامل التفوق والنبوغ، فقد كان ينتمي إلى أسرة واسعة الثراء، ويتمتع بالرعاية الواعية من جده وأصدقاء أبيه، ويعيش في مستوى اجتماعي وثقافي رفيع، فضلا عما حباه الله به من ذكاء ونبوغ، وما فطره عليه من حب للعلم والشعر وفنون الأدب.





    شط العرب
    شرح وتحليل قصيدة ابن زيدون (إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا)



    القصيدة:


    1 - اني ذكرتك بالزهراء مشتاقا
    والافق طلق ومرأى الارض قد راقا
    2 - وللنسيم اعتلال في اصائلة
    كأنة رق لي فأعتل اشفاقا
    3 - والروض عن مائة الفضي مبتسم
    كما شققت عن اللبات اطواقا
    4 - يوم كأيام لذات لنا انصرمت
    بتنا لها حين نام الدهر سراقا
    5 - نلهو بما يستميل العين A partir زهر
    جاك الندى فية حتى مال اعناقا
    6 - كأن اعينة, اذ عاينت ارقي
    بكت لما بي فجال الدمع رقراقا
    7 - ورد تألق في ضاحي منابتة
    فأزداد منة الضحى في العين اشراقا
    8 - سرى ينافحة نيلوفر عبق
    وسنان نبة منة الصبح احداقا
    9 - كل يهيج لنا ذكرى تشوقنا
    اليك لم يعد عنها الصدر ان ضاقا
    10 - لاسكن الله قلبا عق ذكركم

    فلم يطر بجناح الشوق خفاقا
    11 - لو شاء حملي نسيم الصبح حين سرى
    وافاكم بفتى اضناة مالاقى
    12 - لو كان وفى المنى في جمعنا بكم
    لكان A partir اكرم الايام اخلاقا
    13 - ياعلقي الاخطر الاسي الحبيب الى
    نفسي اذا مااقتنى الاحباب اعلاقا
    14 - كان التجاري بمحض الود مذ زمن
    ميدان انس جرينا فية اطلاقا
    15 فالان احمد ماكنا لعهدكم
    سلوتم وبقينا نحن عشاقا






    التعديل الأخير تم بواسطة أنساب ; 25-07-2013 الساعة 03:02 PM

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    انا وخلى كل ارض وطنا
    المشاركات
    46,513

    افتراضي

    كفالة الجد

    وما كاد "ابن زيدون" يبلغ الحادية عشرة من عمره حتى فقد أباه، فتولى جده تربيته، وكان ذا حزم وصرامة، وقد انعكس ذلك على أسلوب تربيته لحفيده، وهو ما جنبه مزالق الانحراف والسقوط التي قد يتعرض لها الأيتام من ذوي الثراء.

    واهتم الجد بتربية حفيده وتنشئته تنشئة صحيحة وتعليمه العربية والقرآن والنحو والشعر والأدب، إلى غير ذلك من العلوم التي يدرسها عادةً الناشئة، ويقبل عليها الدارسون.

    وتهيأت لابن زيدون -منذ الصغر- عوامل التفوق والنبوغ، فقد كان ينتمي إلى أسرة واسعة الثراء، ويتمتع بالرعاية الواعية من جده وأصدقاء أبيه، ويعيش في مستوى اجتماعي وثقافي رفيع، فضلا عما حباه الله به من ذكاء ونبوغ، وما فطره عليه من حب للعلم والشعر وفنون الأدب.

    ابن زيدون متعلمًا

    ومما لا شك فيه أن "ابن زيدون" تلقى ثقافته الواسعة وحصيلته اللغوية والأدبية على عدد كبير من علماء عصره وأعلام الفكر والأدب في الأندلس، في مقدمتهم أبوه وجده، ومنهم كذلك "أبو بكر مسلم بن أحمد بن أفلح" النحوي المتوفى سنة [433هـ=1042م] وكان رجلاً متدينًا، وافر الحظ من العلم والعقيدة، سالكًا فيها طريق أهل السنة، له باع كبير في العربية ورواية الشعر.

    كما اتصل "ابن زيدون" بكثير من أعلام عصره وأدبائه المشاهير، فتوطدت علاقته -في سن مبكرة- بأبي الوليد بن جَهْور الذي كان قد ولي العهد ثم صار حاكمًا، وكان حافظًا للقرآن الكريم مجيدًا للتلاوة، يهتم بسماع العلم من الشيوخ والرواية عنهم، وقد امتدت هذه الصداقة بينهما حتى جاوز الخمسين، وتوثقت علاقته كذلك بأبي بكر بن ذَكْوان الذي ولي منصب الوزارة، وعرف بالعلم والعفة والفضل، ثم تولى القضاء بقربة فكان مثالا للحزم والعدل، فأظهر الحق ونصر المظلوم، وردع الظالم.

    .. وزيرًا

    كان "ابن زيدون" من الصفوة المرموقة من شباب قرطبة؛ ومن ثم فقد كان من الطبيعي أن يشارك في سير الأحداث التي تمر بها.

    وقد ساهم "ابن زيدون" بدور رئيسي في إلغاء الخلافة الأموية بقرطبة، كما شارك في تأسيس حكومة جَهْوَرِيّة بزعامة "ابن جهور"، وإن كان لم يشارك في ذلك بالسيف والقتال، وإنما كان له دور رئيسي في توجيه السياسة وتحريك الجماهير، وذلك باعتباره شاعرًا ذائع الصيت، وأحد أعلام "قرطبة" ومن أبرز أدبائها المعروفين، فسخر جاهه وثراءه وبيانه في التأثير في الجماهير، وتوجيه الرأي العام وتحريك الناس نحو الوجهة التي يريدها.

    وحظي "ابن زيدون" بمنصب الوزارة في دولة "ابن جهور"، واعتمد عليه الحاكم الجديد في السفارة بينه وبين الملوك المجاورين، إلا أن "ابن زيدون" لم يقنع بأن يكون ظلا للحاكم، واستغل أعداء الشاعر ومنافسوه هذا الغرور منه وميله إلى التحرر والتهور فأوغروا عليه صدر صديقه القديم، ونجحوا في الوقيعة بينهما، حتى انتهت العلاقة بين الشاعر والأمير إلى مصيرها المحتوم.

    ابن زيدون وولادة

    كان ابن زيدون شاعرًا مبدعًا مرهف الإحساس، وقد حركت هذه الشاعرية فيه زهرة من زهرات البيت الأموي، وابنة أحد الخلفاء الأمويين، وهي "ولادة بنت المستكفي"، وكانت شاعرة أديبة، جميلة الشكل، شريفة الأصل، عريقة الحسب، وقد وصفت بأنها "نادرة زمانها ظرفًا وحسنًا وأدبًا".

    وأثنى عليها كثير من معاصريها من الأدباء والشعراء، وأجمعوا على فصاحتها ونباهتها، وسرعة بديهتها، وموهبتها الشعرية الفائقة، فقال عنها "الصنبي": "إنها أديبة شاعرة جزلة القول، مطبوعة الشعر، تساجل الأدباء، وتفوق البرعاء".

    وبعد سقوط الخلافة الأموية في "الأندلس" فتحت ولادة أبواب قصرها للأدباء والشعراء والعظماء، وجعلت منه منتديًا أدبيًا، وصالونًا ثقافيًا، فتهافت على ندوتها الشعراء والوزراء مأخوذين ببيانها الساحر وعلمها الغزير.

    وكان "ابن زيدون" واحدًا من أبرز الأدباء والشعراء الذين ارتادوا ندوتها، وتنافسوا في التودد إليها، ومنهم "أبو عبد الله بن القلاس"، و"أبو عامر بن عبدوس" اللذان كانا من أشد منافسي ابن زيدون في حبها، وقد هجاهما "ابن زيدون" بقصائد لاذعة، فانسحب "ابن القلاسي"، ولكن "ابن عبدوس" غالى في التودد إليها، وأرسل لها برسالة يستميلها إليه، فلما علم "ابن زيدون" كتب إليه رسالة على لسان "ولادة" وهي المعروفة بالرسالة الهزلية، التي سخر منه فيها، وجعله أضحوكة على كل لسان، وهو ما أثار حفيظته على "ابن زيدون"؛ فصرف جهده إلى تأليب الأمير عليه حتى سجنه، وأصبح الطريق خاليًا أمام "ابن عبدوس" ليسترد مودة "ولادة".

    الفرار من السجن

    وفشلت توسلات "ابن زيدون" ورسائله في استعطاف الأمير حتى تمكن من الفرار من سجنه إلى "إشبيلية"، وكتب إلى ولادة بقصيدته النونية الشهيرة التي مطلعها:

    أضحى التنائي بديلا من تدانينا
    وناب عن طيب لقيانا تجافينا


    وما لبث الأمير أن عفا عنه، فعاد إلى "قرطبة" وبالغ في التودد إلى "ولادة"، ولكن العلاقة بينهما لم تعد أبدًا إلى سالف ما كانت عليه من قبل، وإن ظل ابن زيدون يذكرها في أشعاره، ويردد اسمها طوال حياته في قصائده.

    ولم تمض بضعة أشهر حتى توفي الأمير، وتولى ابنه "أبو الوليد بن جمهور" صديق الشاعر الحميم، فبدأت صفحة جديدة من حياة الشاعر، ينعم فيها بالحرية والحظوة والمكانة الرفعية.

    ولكن خصوم الشاعر ومنافسيه لم يكفوا عن ملاحقته بالوشايات والفتن والدسائس حتى اضطر الشاعر ـ في النهاية ـ إلى مغادرة "قرطبة" إلى "إشبيلية" وأحسن "المعتضد بن عباد" إليه وقربه، وجعله من خواصه وجلسائه، وأكرمه وغمره بحفاوته وبره.




  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    انا وخلى كل ارض وطنا
    المشاركات
    46,513

    افتراضي

    في إشبيلية

    واستطاع "ابن زيدون" بما حباه الله من ذكاء ونبوغ أن يأخذ مكانة بارزة في بلاط "المعتضد"، حتى أصبح المستشار الأول للأمير، وعهد إليه "المعتضد"، بالسفارة بينه وبين أمراء الطوائف في الأمور الجليلة والسفارات المهمة، ثم جعله كبيرًا لوزرائه، ولكن "ابن زيدون" كان يتطلع إلى أن يتقلد الكتابة وهي من أهم مناصب الدولة وأخطرها، وظل يسعى للفوز بهذا المنصب ولا يألو جهدًا في إزاحة كل من يعترض طريقه إليه حتى استطاع أن يظفر بهذا المنصب الجليل، وأصبح بذلك يجمع في يديه أهم مناصب الدولة وأخطرها وأصبحت معظم مقاليد الأمور في يده.

    وقضى "ابن زيدون" عشرين عامًا في بلاط المعتضد، بلغ فيها أعلى مكانة، وجمع بين أهم المناصب وأخطرها.

    فلما توفي "المعتضد" تولى الحكم من بعده ابنه "المعتمد بن عباد"، وكانت تربطه بابن زيدون أوثق صلات المودة والألفة والصداقة، وكان مفتونًا به متتلمذًا عليه طوال عشرين عامًا، وكان بينهما كثير من المطارحات الشعرية العذبة التي تكشف عن ود غامر وصداقة وطيدة.

    المؤامرة على الشاعر

    وحاول أعداء الشاعر ومنافسيه أن يوقعوا بينه وبين الأمير الجديد، وظنوا أن الفرصة قد سنحت لهم بعدما تولى "المعتمد" العرش خلفًا لأبيه، فدسوا إليه قصائد يغرونه بالفتك بالشاعر، ويدعون أنه فرح بموت "المعتضد"، ولكن الأمير أدرك المؤامرة، فزجرهم وعنفهم، ووقّع على الرقعة بأبيات جاء فيها:

    كذبت مناكم، صرّحوا أو جمجموا
    الدين أمتن، والمروءة أكرم

    خنتم ورمتم أن أخون، وإنما
    حاولتمو أن يستخف "يلملم"



    وختمها بقوله محذرًا ومعتذرًا:

    كفوا وإلا فارقبوا لي بطشةً
    تلقي السفيه بمثلها فيحلم



    وكان الشاعر عند ظن أميره به، فبذل جهده في خدمته، وأخلص له، فكان خير عون له في فتح "قرطبة"، ثم أرسله المعتمد إلى "إشبيلية" على رأس جيشه لإخماد الفتنة التي ثارت بها، وكان "ابن زيدون" قد أصابه المرض وأوهنته الشيخوخة، فما لبث أن توفي بعد أن أتمّ مهمته في [ أول رجب 463هـ= 4 من إبريل 1071م] عن عمر بلغ نحو ثمانية وستين عامًا.

    غزليات ابن زيدون

    يحتل شعر الغزل نحو ثلث ديوان "ابن زيدون"، وهو في قصائد المدح يبدأ بمقدمات غزلية دقيقة، ويتميز غزله بالعذوبة والرقة والعاطفة الجياشة القوية والمعاني المبتكرة والمشاعر الدافقة التي لا نكاد نجد لها مثيلا عند غيره من الشعراء إلا المنقطعين للغزل وحده من أمثال "عمر بن أبي ربيعة"، "وجميل بن مَعْمَر"، و"العبّاس بن الأحنف".

    ومن عيون شعره في الغزل تلك القصيدة الرائعة الخالدة التي كتبها بعد فراره من سجنه بقرطبة إلى "إشبيلية"، ولكن قلبه جذبه إلى محبوبته بقرطبة فأرسل إليها بتلك الدرة الفريدة (النونية) التي يقول في مطلعها:

    أضحى التنائي بديلا من تدانينا
    وناب عن طيب لقيانا تجافينا



    الوصف عند ابن زيدون

    انطبع شعر "ابن زيدون" بالجمال والدقة وانعكست آثار الطبيعة الخلابة في شعره، فجاء وصفه للطبيعة ينضح بالخيال، ويفيض بالعاطفة المشبوبة والمشاعر الجياشة، وامتزج سحر الطبيعة بلوعة الحب وذكريات الهوى، فكان وصفه مزيجًا عبقريًا من الصور الجميلة والمشاعر الدافقة، ومن ذلك قوله:

    إني ذكرتك بالزهراء مشتاقًا
    والأفق طلق، ومرأى الأرض قد راقا

    وللنسيم اعتلال في أصائله
    كأنه رق لي فاعتل إشفاقًا

    والروض عن مائة الفضي مبتسم
    كما شققت عن اللبات أطواقًا

    نلهو بما يستميل العين من زهر
    جال الندى فيه حتى مال أعناقًا

    كأنه أعينه ـ إذ عاينت أرقي ـ
    بكت لما بي، فجال الدمع رقراقا

    ورد تألق في ضاحي منابته
    فازداد منه الضحى في العين إشراقًا

    سرى ينافحه نيلوفر عبق
    وسنان نبه منه الصبح أحداقًا



    الإخوانيات الشعرية عند ابن زيدون

    كان "ابن زيدون" شاعرًا أصيلا متمكنا في شتى ضروب الشعر ومختلف أغراضه، وكان شعره يتميز بالصدق والحرارة والبعد عن التكلف، كما كان يميل إلى التجديد في المعاني، وابتكار الصور الجديدة، والاعتماد على الخيال المجنح؛ ولذا فقد حظي فن الإخوانيات عنده بنصيب وافر من هذا التجديد وتلك العاطفة، ومن ذلك مناجاته الرقيقة لصديقه الوفي "أبي القاسم":

    يا أبا القاسم الذي كان ردائي
    وظهيري من الزمان وذخري

    هل لخالي زماننا من رجوع
    أم لماضي زماننا من مكرِّ؟

    أين أيامنا؟ وأين ليال
    كرياض لبسن أفاق زهر؟

    الفنون النثرية عند ابن زيدون

    اتسم النثر عند "ابن زيدون" بجمال الصياغة، وكثرة الصور والأخيلة، والاعتماد على الموسيقا، ودقة انتقاء الألفاظ حتى أشبه نثره شعره في صياغته وموسيقاه، وقد وصف "ابن بسام" رسائله بأنها "بالنظم الخطير أشبه منها بالمنثور".

    وبالرغم من جودة نثر "ابن زيدون" فإنه لم يصل إلينا من آثاره النثرية إلا بعض رسائله الأدبية، ومنها:

    · الرسالة الهزلية: التي كتبها على لسان "ولادة بنت المستكفي" إلى "ابن عبدوس" وقد حمل عليه فيها، وأوجعه سخرية وتهكمًا، وتتسم هذه الرسالة بالنقد اللاذع والسخرية المريرة، وتعتمد على الأسلوب التهكمي المثير للضحك، كما تحمل عاطفة قوية عنيفة من المشاعر المتبانية: من الغيرة والبغض والحب، والحقد، وتدل على عمق ثقافة "ابن زيدون" وسعة اطلاعه.

    وقد شرحها "جمال الدين بن نباتة المصري" في كتابه: "سرح العيون"، كما شرحها "محمد بن البنا المصري" في كتابه: "العيون".

    الرسالة الجدية: وقد كتبها الشاعر في سجنه في أخريات أيامه، يستعطف فيها الأمير "أبا الحزم" ويستدر عفوه ورحمته، وهي أيضًا تشتمل على الكثير من الاقتباسات والأحداث والأسماء.

    ومع أن الغرض من رسالته كان استعطاف الأمير إلا أن شخصية "ابن زيدون" القوية المتعالية تغلب عليه، فإذا به يدلّ على الأمير بما يشبه المنّ عليه، ويأخذه العتب مبلغ الشطط فيهدد الأمير باللجوء إلى خصومه.

    ولكن الرسالة ـ مع ذلك ـ تنبض بالعاطفة القوية وتحرك المشاعر في القلوب، وتثير الأشجان في النفوس.

    وقد شرحها "صلاح الدين الصفدي" في كتابه: "تمام المتون"، و"عبد القادر البغدادي" في كتابه: "مختصر تمام المتون".

    بالإضافة إلى هاتين الرسالتين فهناك رسالة الاستعطاف التي كتبها الشاعر بعد فراره من سجنه وعودته من "إشبيلية" إلى "قرطبة" مستخفيًا ينشد الأمان، ويستشفع بأستاذه "أبي بكر مسلم بن أحمد" عند الأمير.

    وهذه الرسالة تعد أقوى رسائل "ابن زيدون" جميعًا من الناحية الفنية، وتمثل نضجًا ملحوظًا وخبرة كبيرة ودراية فائقة بأساليب الكتابة، وبراعة وإتقان في مجال الكتابة النثرية.

    ولابن زيدون كتاب في تاريخ بني أمية سماه "التبيين" وقد ضاع الكتاب، ولم تبق منه إلا مقطوعتان، حفظهما لنا "المقري" في كتابه الكبير: "نفح الطيب".




  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    انا وخلى كل ارض وطنا
    المشاركات
    46,513

    افتراضي

    نبدأ بأشهر قصائد ابن زيدون .. الدرة الفريدة (( النونية ))
    التي كتبها في معشوقته ( ولادّة ) :




    أضحـى التنـائـي بـديـلا ً عــن تدانيـنـاونـــاب عـــن طـيــب لقـيـانـا تجافـيـنـا
    ألاّ وقــد حــان صُـبـحُ البـيـن صبّحـنـاحَـيــنٌ فــقــامَ بــنــا لـلـحَـيـن نـاعـيـنـا
    مـــن مـبـلـغ الملبسـيـنـا بانـتـزاحـهـمحـزنـاً مــع الـدهـر لا يـبـلـى ويبلـيـنـا
    إن الـزمـان الــذي مــا زال يضحكـنـاأنـســاً بـقـربـهـم قــــد عــــاد يُبـكـيـنـا
    غِيظَ العِدا من تساقينا الهـوى فدعـوابـــأن نَـغَــصّ فـقــال الــدهــر آمـيـنــا
    فانـحـلّ مــا كـــان مـعـقـوداً بأنفـسـنـاوانـبـتّ مــا كـــان مـوصــولاً بأيـديـنـا
    وقـــد نـكــون ومـــا يُـخـشـى تفـرّقـنـافالـيـوم نـحـن ومـــا يُـرجــى تلاقـيـنـا
    يـا ليـتَ شِعـري ولـم نُعـتِـب أعاديَـكـمهـل نــالَ حـظّـاً مــن العُتـبـى أعاديـنـا
    مـا حقّـنـا أن تُـقِـرّوا عـيـنَ ذي حـسـدِبـنــا ولا أن تَـسُــرّوا كـاشـحــاً فـيـنــا
    كنّـا نــرى الـيـأس تسليـنـا عـوارضـهوقـــد يئـسـنـا فـمــا لـلـيـأس يـغـريـنـا
    بـنـتـم وبـنّــا فـمــا ابـتـلّـت جـوانـحـنـاشــوقــاً إلـيـكــم ولا جــفّــت مـآقـيـنــا
    يــكــاد حــيــن تـنـاجـيـكـم ضـمـائـرنــايقـضـي عليـنـا الأســى لــولا تأسـيـنـا
    حــالـــت لـفـقـدكــم أيـامــنــا فــغـــدتســوداً وكـانــت بـكــم بـيـضـاً ليالـيـنـا
    إن جـانـب العـيـش طـلـق مــن تألّفـنـاومـربـع اللهو صــاف مــن تصافـيـنـا
    وإذ هصـرنـا فـنــون الـوصــل دانـيــةقطـافـهـا فجنـيـنـا مــنــه مــــا شـيـنــا
    ليـسـق عهـدكـم عـهـد الـسـرور فـمـاكــنــتـــم لأرواحـــنــــا إلاّ ريـاحــيــنــا
    لاتـحـسـبـوا نـأيــكــم عــنّـــا يـغـيـرنــاأن طـالـمـا غـيّــر الــنّــأي المحـبّـيـنـا
    والله مــــا طـلـبــت أهــواؤنـــا بـــــدلاًمنـكـم ولا انصـرفـت عـنـكـم أمانـيـنـا
    يا ساري البرق غاد القصر واسق بهمن كان صرف الهوى والـودّ يسقينـا
    واســأل هنـالـك: هــل عـنّـى تـذكّـرنـاإلـــفـــاً تـــذكّـــره أمـــســـى يـعـنـيـنــا
    ويـــا نـسـيــم الـصـبــا بــلّــغ تحـيّـتـنـامـن لـو علـى البعـد حيّـاً كـان يحييـنـا
    فـهـل أرى الـدّهـر يقضيـنـا مساعـفـةمـنـه وإن لـــم يـكــن غـبّــاً تقاضـيـنـا
    ربــيـــب مــلـــك كـــــأن الله أنــشـــأهمسـكـاً وقــدّر إنـشـاء الــورى طـيـنـا
    أو صـاغــه ورقـــاً مـحـضـاً وتـوّجــهمــن نـاصـع التّـبـر إبـداعـاً وتحسيـنـا
    إذا تـــــــــأوّد آدتـــــــــه رفـــاهـــيــــةتُــومُ العـقـود وأدمَـتــه الـبُــرى لـيـنـا
    كانـت لـه الشمـس ظِـئـراً فــى أكلّـتـهبـــل مــــا تـجـلّــى لــهــا إلا أحـايـيـنـا
    كأنّـمـا أُثـبِـتَـت فـــي صـحــن وجـنـتـهوُهـــرُ الـكـواكــب تـعـويــذا وتـزيـيـنـا
    مـا ضـر إن لــم نـكـن أكـفـاءه شـرفـاًوفـــي الـمــوده كـــافٍ مـــن تكافـيـنـا
    يــا روضــة طالـمـا أجـنـت لواحـظـنـاورداً جــلاه الصـبـا غـضّــاً ونسـريـنـا
    ويـــــا حــيـــاة تـمـلّـيـنــا بـزهـرتــهــامُــنًــى ضُــرُوبـــاً ولـــــذّات أفـانـيـنــا
    ويــا نعـيـمـاً خـطـرنـا مـــن نـضـارتـهفـي وشـي نعمـى سحبـنـا ذيـلـه حيـنـا
    لـسـنــا نُـسـمّـيـك إجــــلالاً وتـكـرمــةًوقــدرُك المعـتـلـي عـــن ذاك يغنـيـنـا
    إذا انفـردت ومـا شُوركـت فـي صـفـةٍفحسبُـنـا الـوصـف إيـضـاحـاً وتبيـيـنـا
    يـــا جـنــة الـخـلـد أُبـدلـنـا بسلـسـلـهـاوالكـوثـر الـعـذب زقّـومـاً و غسلـيـنـا
    كـأنـنـا لـــم نـبــت والــوصــل ثـالـثـنـاوالسعد قد غـضّ مـن أجفـان واشينـا
    إن كان قد عزّ فـي الدنيـا اللّقـاء بكـمفـي موقـف الحـشـر نلقـاكـم وتلقـونـا
    سـرّان فــي خـاطـر الظّلـمـاء يكتُمُـنـاحـتـى يـكـاد لـسـان الـصـبـح يُفشـيـنـا
    لاغرو في أن ذكرنا الحزن حين نهتعنـه النـهـى وتركـنـا الصّـبـر ناسيـنـا
    إنّـا قرأنـا الأسـى يـوم النّـوى سُــوَراًمـكـتـوبـة وأخــذنــا الـصّـبــر تلـقـيـنـا
    أمّـــا هـــواك فــلــم نــعــدل بمـنـهـلـهشُـربــاً وإن كـــان يـرويـنـا فيُظمـيـنـا
    لــم نـجْـف أُفْــق جـمـال أنــت كوكـبُـهسالـيـن عـنــه ولـــم نـهـجـره قالـيـنـا
    ولا إخـتـيـاراً تجـنّـبْـنـاهُ عــــن كــثــبلـكــن عـدتـنـا عـلــى كُـــرْه عـواديـنـا
    نـأسـى عـلـيـك إذا حُـثّــت مُشعـشـعـةًفـيـنــا الـشـمــولُ وغـنّــانــا مُـغـنّـيـنـا
    لا أكْـؤسُ الّـراح تُبـدي مــن شمائلـنـاسيـمـا ارتـيــاح ولا الأوتـــار تُلهـيـنـا
    دُومـي علـى العهـد مادُمـنـا محافـظـةفالـحـر مــن دان إنصـافـاً كـمـا ديـنــا
    فمـا استعضْـنـا خلـيـلاً مـنـك يحبسُـنـاولا استـفـدنـا حـبـيـبـاً عــنــك يثـنـيـنـا
    ولـو صبـا نحـونـا مــن عـلـو مطلـعـهبـدرُ الدُّجـى لـم يكـنْ حاشـاك يُصْبيـنـا
    أبْـكـي وفــاءاً وإن لــم تبـذُلـي صـلــةًفـالـطّـيـفُ يقـنـعُـنـا والــذّكْــرُ يكـفـيـنـا
    وفـي الـجـواب مـتـاعٌ إنْ شفـعـت بــهبيـض الأيـادي التـي مـا زلــت توليـنـا
    عـلـيـك مـنّــا ســـلامُ الله مـــا بـقـيــتصـبـابــة بـــــك نُـخْـفـيـهـا, فَتَـخْـفِـيـنـا





    التعديل الأخير تم بواسطة أنساب ; 25-07-2013 الساعة 02:14 PM

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    انا وخلى كل ارض وطنا
    المشاركات
    46,513

    افتراضي

    ورامشة ٍ يشفي العليلَ نسيمُهَا،*** مضمَّخة ُ الأنفاسِ، طيّبة ُ النّشْرِ
    أشارَ بها نحوِي بنانٌ منعَّمٌ،*** لأغْيَدَ مَكْحُولِ المَدامعِ بالسّحْرِ

    سرَتْ نضرة ٌ، من عهدها، في غصُونها،*** وَعُلّتْ بمِسكٍ، من شَمائِلِه الزُّهْرِ
    إذا هوَ أهدَى الياسمينَ بكفّهِ، *** أخَذْتُ النّجومَ الزُّهرَ من راحة البدرِ
    له خلقٌ عذبٌ وخلقٌ محسَّنٌ،*** وظرفٌ كعرفِ الطّيبِ أوْ نشوة ِ الخمرِ
    يُعَلّلُ نَفسي مِن حَديثٍ تَلَذّهُ،*** كمثلِ المُنى وَالوَصْلِ في عُقُب الهجر

    ******
    هـــل تذكـــرون غريبـــاً عادهُ شجــنٌ
    من ذكركم و جفا أجفانهُ الوسنُ
    يخفـــي لواعجهُ و الشوقُ يفضحــهُ
    فقد تساوى لديه السر و العلـــنُ
    و أرق العيـن، و الظلمــــاء عاكفـــــةٌ
    ورقاءُ قـــد شفها إذ شفني حَـزَنُ
    فبـــت أشكو، و تشكو فـــوق أيكتها
    و بات يهفــو ارتياحاً بيننا الغصــنُ
    يـــــا هل أجــالسُ أقـوامـــاً أحبهــمُ؟
    كنا و كانوا على عهدٍ، فقد ظعنـوا
    أو تحفظـــــون عهــــوداً لا أضيعهـــــا
    إن الكـــرامَ بحفــظِ العهــدِ تمتحــنُ
    إن كان عادكم عيدٌ، فرب فتىً بالشو
    قِ قــــد عــادهُ مـــن ذكركم حَـــزَنُ
    و افردتــــه الليالـــي مــــن أحبتــــهِ
    فبــــات ينشدها ممـــا جنى الزمَـــنُ
    بــــمَ التعللُ لا أهــــــلٌ و لا وطـــــنُ
    و لا نديـــــمٌ و لا كـــأسُ و لا سكـــنُ





+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 4 1 2 3 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. اسـمــاـء الــمــلائكه واعمالهم
    بواسطة المحقق الجنائي في المنتدى الاسلام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 08-05-2011, 11:41 PM
  2. مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 30-04-2011, 02:36 PM
  3. صور جودت 2011 | صور الاغا جودت | صور سيلا 2011 | صور جودت من مسلسل سيلا | صور جودت بم
    بواسطة محمد الرحال في المنتدى اخبار وصورالفنانين
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 30-04-2011, 02:24 PM
  4. اعمار الطلاب المشتركين بستار اكاديمى 8 واعمالهم
    بواسطة وسام نوشي في المنتدى اخبار وصورالفنانين
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 23-04-2011, 01:45 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك