«12» صنفا من الناس .. كيف نتعامل معهم ؟


*


*





بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ



اختلاف الطباع والأخلاق بين الناس قد يسبب نفورا أو كراهية بين الطرفين بسبب عدم الانسجام الذي يحدث بينهما، سواء كانوا أصدقاء أو زوجين أو أقرباء ولهذا فإن حسن العشرة والمصاحبة يتطلب ذكاء اجتماعيا في التعامل مع الآخر.
شط العرب

فالنفوس أشكال وأنواع والناس كالمعادن بعضهم لا نستطيع اكتشاف أسراره من أول لقاء ، وكل واحد منا لديه ثلاثة وجوه...
شط العرب

الوجه الأول: هو ما يظهره من أخلاق وأعمال أمام الناس .

والوجه الثاني: ما يظهره أمام المقربين فقط .

أما الثالث: فيظهر عندما نكون وحدنا ولا يعلم بهذه الحالة إلا الله، ولهذا فإن السعيد في تعامله مع الآخرين من جعل رضا الله غايته وليس رضا الناس ، لأن رضا الناس غاية لا تدرك بينما رضا الله غاية تدرك.

شط العرب

ونحن نحتاج لمهارة وعلم في تعاملنا مع أصناف الناس وكما قيل في وصفهم : (الناس كالأرض منها هم .. فمن خشن الطبع ومن لين .. فجندل تدمي به أرجل .. وإثمد يوضع في الأعين).


شط العرب



ونضرب بعض الأمثلة السريعة في التعامل مع أصناف الناس.


* فالصامت إذا أردنا أن يتحدث معنا نحاوره من خلال طرح الأسئلة عليه حتى نرغبه في الحديث ولا نتوقع منه البدء بالحديث إلا لو فتحنا معه موضوعا يهمه ويحبه.


* والثرثار نستمع إليه ونكون معه مستقبلين ومتفاعلين أكثر من أن نكون متكلمين ومبادرين بالحديث، ومن الأفكار الذكية لضبط الوقت معه أننا نجلس معه قبل موعد مهم لدينا كالذهاب لطبيب أو موعد مع الوالدة ليكون عندنا مبرر للاستئذان منه.

شط العرب

* أما الشكاك فلا نغضب منه وإنما نكلمه بهدوء ونبين له أن شكه خطأ وغير مستند لدليل، لأن الشك إما مرض أو وسواس وفي الحالتين علينا أن نراعي الشكاك، وفي حالة واحدة يكون الشك في محله لو كان شكه مستندا لدليل مادي، ولهذا علينا أن نكون واضحين في التعامل معه.


شط العرب



* والمتغابي يكون أحيانا من المفيد أن نتغابى معه ونمثل عليه وكأننا لم نفهم ولم نعرف ما يريد ، وأحيانا نضطر لكشف تغابيه حسب حاجة الموقف وهذه المسألة تقديرية.

شط العرب


* أما المتردد
الذي يتأخر كثيرا في اتخاذ القرار فنشجعه ونحمسه لاتخاذ القرار المناسب ، وأحيانا نضعه في زاوية حرجة لنجبره على اتخاذ القرار بطريقة ودية.

شط العرب شط العرب
* أما الغيور فنسايسه ونجامله حتى تنتهي ثورة الغيرة منه، ونراعي ما يثير غيرته فنبتعد عنه لنحفظ وده ومحبته.




* أما العاطفي فنعطيه من وقتنا ونكثر الجلوس معه ونبادله المشاعر العاطفية ونشعره بأهمية كلامه حتى نشبع حاجته فيستقر ويرتاح.





* أما المتشائم فنسمعه عبارات التفاؤل ونجعله يفكر فيما نقول، فإن قال الجو غبار قلنا له: صحيح لكن الغبار مفيد للنخيل ولقتل الجراثيم فنعطيه الزاوية التفاؤلية ، وربما يرفض ما نقوله أو ينتقده، لكن كلمتنا ستبقى في ذهنه لعله يتأثر بها أو يرجع إليها مستقبلا.

شط العرب


* أما الحالم
صاحب الخيال الواسع فنستمع إليه ثم نسأله أسئلة واقعية حتى يعود بخياله للواقعية ويستيقظ من حلمه.







* أما المتكبر أو المغرور فنعرفه بحقيقة نفسه ونبين له فضل التواضع وأن من تواضع لله رفعه.

شط العرب

* أما المزاجي
فهذا يحتاج لرعاية خاصة ويجب أن نتعامل معه بحذر ، ولو أردنا أن نتخذ قرارا معه علينا أولا أن نختبر مزاجه وبعدها نتخذ القرار المناسب.



* أما العصبي سريع الاشتعال فعلينا تجنب المثيرات التي تزيده اشتعالا، ولا نوجهه أو ننصحه وقت الغضب


شط العرب

فالإنسان لا يحب النصيحة في العلن ، ولا يحب أن يلومه أحد ، ولا يحب أن نركز على سلبياته عند الحديث معه، ويكره من لا ينسى زلاته وأخطاءه، ولهذا نقول: كي نعيش سعداء علينا أن (نفرمت) بلغة أهل الكمبيوتر من أساء إلينا و(نفرمت) الذكريات المؤلمة، ونحسن مهارات العلاقات الاجتماعية وحب الناس .

شط العرب

د/ جاسم المطوع