أَلفَيتُ فِي سِحْرِ الجمَالِ نَدَاكِ *** وَلَقَد شَذَا قَلبِي وَقَد حَيَّـاكِ
يَا مُنتَهَى الآمَالِ يَـا كُلَّ المنىَ *** الوَردُ زَانَـكِ وَالنَّسِيمُ حَوَاكِ
وَاللَّيلُ وَارَى جُنـحَهُ وَظَلاَمَـهُ *** وَالنُّورُ أَشرَقَ فِي خَصِيبِ رُبَاكِ
وَالطَّيرُ غَرَّدَ وَالفُرُوعُ تَمَايَلَتْ *** وَجَرَت رِيَاحٌ مِن عَلِيلِ هَوَاكِ
سُبحَانَ مَن سَوَّاكِ فِي خَيرِ الهدَى *** سُبحَانَ مَن تَحتَ الظِّلاَلِ رَوَاكِ
هَمَسَاتُكِ الحُلوَى سِرَاجُ مَحَبَّتِي *** تَلقَيـنَنِي فِيـهَا أَسِيرَ شَـذَاكِ
إِنّي أَتَيتُـكِ يَـا رحَابُ عَاشِقًا *** قَـد لَوَّعَتنِـي نَجمَةٌ بِسَمَاكِ
وَرَكِبتُ فِي بَحرٍ تَعَاظَمَ مَوجُهُ *** فَتَكَسَّـرَت فِي جَورِهِ أَفلاَكِي
وَسَكَنتُ لَيلِيَ وَالهوَى يَجتَاحُنِي *** وَرَأَيتُ فِي دَربِ الغَرَامِ هَلاَكِي
وَذَكَرتُ أَيَّامًا وَعِشتُ خَوَالِيًا *** وَأَلِفتُ فِي سَهرِ الدُّجَى نَجوَاكِ
يَا قُبلَةً صَاغَ الزَّمَانُ جَمَـالَهَـا *** هَلْ كَـانَ فَاهِيَ رَاغِـبًا إِلاَّكِ ؟ !
أَشهَدْتُ كُلَّ الخَلقِ بَعدَكِ أَنَّنِـي *** مَا كُنتُ أَعشَقُ فِي الحيَـاةِ سِوَاكِ