الغيــــــــــــــــرة :
امتاز المشرق والحضارة الشرقية بمجموعة قيم قلما نجد لها مثيلا في الحضارات الانسانية الاخرى هذة القيم التي تمثل بمجموعها الافرازات الايجابية للعلاقات الانسانية بين مكونات الحضارة الواحدة , وقد تكاملت الحضارات الشرقية مع بعضها البعض رغم اختلاف اعراقها وانتمااتها الانسانية
ولعل الحديث عن الشرق وحضاراتة يعد ناقصا دون ذكر الحضارة العربية باطوارها الزمنية قبل وبعد الاسلام ومااحتوت هذة الحضارة من قيم لاابالغ ان وصفتها بالقدسية واسبغت عليها ايات التعظيم وكيف لا وقد كانت هذة الارض مهبط الرساللات المتعاقبة والتوحيد والرسالة الخاتمة وقد ذكر نبي الرحمة (ص )
بانة بعث ليتمم مكارم الاخلاق
فالعربي الانسان امتاز بقيم تراكمية فهو غيور وفي ذو حمية وكريم وابي يرفض الهوان والذل وصول لرحمة عطوف من
هذة القيم المتوارثة والنفيسة
ارتايت ان اقف عن واحدة منها لعلي اصل الى تعريفا علميا وتعليلا في ذات الوقت لماهية هذة القيمة , ساتكلم اليوم عن الغيرة هذة القيمة المقدسة لدى العرب والشرقيين عموما حتى يكاد ان يكون سلبها من العربي بمثابة اهانة لاتغتفر وذنب لايمكن ان يغفر الا بالدم
فماهو التعريف العلمي للغيرة .... وهل يستطيع الانسان الاً يكون غيورا
هل هناك عوامل داخلية تحرك غريزة الانسان وتدفعا بهذا الاتجاة
ساحاول ان اجيب على تساؤلاتي بمااعرفة من معلومات ربما لاتفي بكل الغرض لذلك وضعت الموضوع بين
ايديكم لنتمكن من معرفة بعض الجوانب ونتكامل مع انفسنا في سبيل المعرفة
لاشك ان المشاعر الانسانية في مجملها هي متباينة هذا التباين يخضع في مجملة الى تغييرات هرمونية تتحكم في اظهارهذة المشاعر ومايصاحبها من تعابير محددة فالغيرة التي هي مثالنا اليوم هي عملية نفسية في حدها المطلق تؤدي الى تغييرات هرمونية تسبب الانفعال الذي يتجسد على شكل تعابير محددة
هي انعكاس مباشر لفعل هرمون الادرينالين الذي يكون إفرازه استجابة لأي نوع من أنواع الانفعال أو الضغط
النفسي، كالخوف أو الغضب وعادة ما يُفْرَز الهرمون
برفقة هرمون اخر هو هرمون النور ادرينالين
ان الغضب والانفعال يؤدي إلى رفع مستوى
هذين الهرمونين في الدم، وبالتالي زيادة ضربات القلب، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط
الدم.
اي ان التاثير النفسي ادى الى اظهار التعابير من خلال تحفيز انتاج الهرمونات
ان الغيرة هذا الجهد النفسي الجبار تكون نوعان احدها ايجابي او مايسمى بالغيرة البناءة والاخر سلبي او مايسمى بالغيرة الهدامة
وخير مثال على الغيرة البناءة هي شعور الحبيب بالغيرة على محبوبة وهنا قد يكون المحبوب انسانا او وطنا او اي شيء ترغب الية النفس البشرية فلولا الغيرة ماحررت الاوطان من مغتصبيها ولا اضطرمت نار العشق في قلوب المحبين !!
اما الغيرة الهدامة فهي تكون مكبحا يوقف سير العواطف باتجاها الصحيح ويحولها الى منعطف اخر بعيد عن الخير والبناء ويؤدي الى تدمير كل ماتنشا من اجلة
لااعتقد - وانا في نهاية كتابتي هذة - بان هناك انسان على وجة البسيطة لم يجرب نوعا او مقدارا بسيطا من الغيرة من اي شكل كان , والسؤال الذي اود طرحة الان ماهي الغيرة في نظرك وكيف تتعامل معها ؟
هل تعتبرها دليلا على حب الحبيب لمحبوبة ام هي رغبة في تملك الاخر ؟؟
هل ارتبطت الغيرة بالشرق والشرقيين ام ان لكل مجتمع مقاييسة التي تتلائم مع مقدار مايحملة من قيم حضارية متوارثة لاتؤدي بالضرورة الى التصادم مع القيم العصرية كالحرية الشخصية ؟؟